النمطية و التغيير في التشكيل المعماري المعاصر للمسجد : بين ثوابت العقيدة الإسلامية و المعايير الإنسانية

العناوين الأخرى

Typology and transformation in the contemporary architectural form of the mosque : Islamic requirements and human criteria

مقدم أطروحة جامعية

التل، رائد سالم حسن

مشرف أطروحة جامعية

ديمر، خالد جيمس

أعضاء اللجنة

أبو عبيد، نظير
ابن نايف، وجدان علي
سلطاني، خالد

الجامعة

جامعة آل البيت

الكلية

معهد العمارة و الفنون الإسلامية

دولة الجامعة

الأردن

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

1997

الملخص العربي

إن أي ظاهرة إنسانية توضع على محك الدراسة تصبح مثار اهتمام، خاصة فيما يتعلق بالظروف التي ولدت بها هذه الظاهرة التي ولدت هذه الظاهرة و البيئة التي نمت و تطورت فيها فيزيائيا و سلوكيا.

و الظاهرة مدار البحث هنا هي المسجد أو الحيز الفراغي الذي يمارس فيه الإنسان المسلم، طقوسه العقائدية أولا، و التربوية، و الثقافية، و الاجتماعية، و السياسية ثانيا. و الحضارة الإسلامية إحدى الحضارات التي تتميز بارتباطها بعقدية ثابتة، أساسها الإيمان بالله سبحانه و تعالى و محورها الإنسان بإقراره بهذه العبودية تطبيقا، سلوكا، و إنتاجا.

و من هنا و بسبب وجود هذين القطبين المتضادين و غير المتناقضين-الثابت و المتغير- تميز نتاجها الحضاري بالتنوع ضمن الوحدة والوحدة ضمن التنوع ؛ لارتباط هذا النتاج بضوابط دينية ثابتة، و معايير بيئية و إنسانية متغيرة. و الدين الإسلامي لا يشترط إقامة الصلاة في مبنى ذي مواصفات خاصة أو عناصر معمارية محددة، ة مع ذلك فإن هناك إشارات مباشرة إلى بناء المسجد في القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، و في حالة وجود البناء أو عدمه فغنه يتوجب لأداء الصلاة : الطهارة و الاتجاه نحو الكعبة المشرفة.

و من هنا فغن شكل المصلى لا يغير من طبيعة الصلاة.

و إنما تأتي مواصفات البناء و مواد الإنشاء من المؤثرات البيئية و التقنية التي يقع ضمنها هذا البناء و هذا ما أعطى بناء المساجد سمة التنوع ضمن الوحدة و الوحدة ضمن التنوع. في بداية الدعوة الإسلامية كان الجانب التشكيلي للمساجد يعكس الوظيفة المباشرة له دون أن يكون لهذا التشكيل أية اعتبارات تقنية، او جمالية أو فكرية.

و مع انطواء حضارات ذات أرضيات ثقافية متنوعة، و مستويات تقنية متباينة تحت راية الإسلام التي امتدت رقعته الجغرافية ضمن بيئات مناخية احتوت على و مواد إنشائية متنوعة و تقاليد بنائية مختلفة و تبعا لذلك أخذت هذا التشكيل يتمحور و يتغير. ارتبطت بعض الناصر و المفردات المعمارية بأبنية المساجد و أصبحت تشكل في ذهنية الغالبية العظمى من المسلمين جزءا لا يتجزأ من هذه الأبنية و بموجب ذلك اخذ الدارسون يصنفونها و يقسمونها غلى طرز و أنماط تبعا للخواص الشكلية دون أن يكون للجان الوظيفي فيه أية اعتبارات. في القرن الحالي شهد العالم تغيرات و تطورات تقنية و أسلوبية ساهمت في إحداث تغيرات شكلية و تشكيلية في أبنيتهن و لم تكن المساجد بمعزل عن هذه التأثيرات و التغيرات الجزئية أو الكلية.

حيث أخذ التغير فيها يتضح بعد حصول كثير من الدول الإسلامية على استقلالها و بعد أن بدأت هذه الدول تعيد بناءها الفكري و الحضاري المتمثل بالعودة إلى معطيات الحضارة الإسلامية خاصة بعد ظهور بعض المفاهيم الفكرية في هذه الدول كمفهوم التعبير عن الذات، و بالتالي انعكس ذلك عن النتاج المعماري : إما من خلال المعماريين أنفسهم نتيجة تأثرهم بهذه الأفكار أو رغبة منهم في تحقيق السياسة العامة لحكامهم و بلورتها من خلال إنجازاتهم المعمارية، فأخذت فكرة إنشاء مساجد الدولة تظهر من جديد، على أنه يجب أن لا يغفل هنا تأثر هذه الدول بالرواسب الفكرية و الحضارية التي خلفتها الدول المستعمرة بها أو رغبة من هذه الدول في مسايرة ما يستجد في العالم من حولها. في العقود الثلاثة الأخيرة من هذا القرن ظهر أكثر من اتجاه تشكيلي في أبنية المساجد، كنها ما يمكن تسميته بالاتجاه التراثي او الشعبي وظهر كردة فعل ضد التيارات المعمارية المعاصرة، و الاتجاه التقليدي أو الكلاسيكي و الذي جمع بين المعاصرة في تقنيات الإنشاء، و النسخ التراثي في الأشكال و التشكيلات المعمارية، أما الاتجاه الثالث، فتمثل في المعاصرة في التقنيات والمعالجات الشكلية المتأثرة بالمدارس و المذاهب الفنية و الفلسفية. تهدف الدراسة الحالية إلى إلقاء الضوء على العوامل التي بموجبها تتبلور كل من الاتجاهات السابقة من خلال محددين هما الثوابت الدينية و المعايير الإنسانية ؛ لذلك لان الجانب التشكيلي لأبنية المساجد سيفرض نفسه بشكل مباشر أو غير مباشر على مصممي أو معماري هذا الأبنية فيجدوا أنفسهم عند بناء المسجد يقفون أما محددين رئيسيين الأول منهما الشكل أو النمط التخطيطي الذي يجب انتهاجه، و التاني ماهية التكوينية التي سيتم بلورة الشكل التخطيطي بها.

و إذا كان من السهل عليهم أن يجتازوا المحدد الأول ؛ ذلك لان الجانب التخطيطي يتبع الناحية الوظيفية بشكل مباشر و هذه الوظيفة محددة و ثابتة عبر التاريخ الإسلامي، أما الجانب التشكيلي، فكان دائما محط تحوير و تغيير و يخضع أحيانا كثيرة لمعايير جمالية، و رمزية، و أحيانا فكرية بالإضافة إلى الوظيفية منها.

و في بعض الدراسات التي اطلع عليها الباحث ما يدعم هذا و إن لم يمكن هدفا لموضوعاتها مما يعني أن مصممي المساجد أو بناتها سيصطدمون دائما في هذه الاتجاهات يأخذ بالازدياد بعد العقد السابع من هذا القرن، فقد اختيرت الحالات الدراسية في هذا البحث لأبنية المساجد التي تم بناؤها في الفترة التي تقع ما بين عامي 1970 و 1990م.

و اختير لهذه الغاية خمسة مساجد تبعا لمحددات الدراسة و هدفها دون أن يكون هناك اعتبارات جغرافية أو عرقية. انطلق الباحث في دراسته من الآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت الجانب التشريعي للصلاة و الشروط الواجب توفرها في مكان أدائها، ثم اطلع الباحث على المراجع و المصادر الدينية، و التاريخية، و الفلسفية، و المعمارية الحديثة منها و القديمة فتبين له أنه يمكن تقسيم الدراسات التي تمت على المسجد إلى قسمين متمايزين، القسم الأول دراسات تقليدية، تقوم بدراسة المسجد، دراسة وصفية إلى حد بعيد و جاءت ضمن أعمال موسوعية دون أن تقدم تفسيرا بالأسباب و العوامل المشكلة لهذا الأبنية.

و القسم الثاني من هذه الدراسات و خاصة الحديث منها أكثر جدية و ابعد غورا، غذ يمتاز هذا النوع من الدراسات على عكس سابقه، تجاوز الظاهر بحثا وراء العوامل المشكلة لأبنية المساجد الاجتماعية، و الفكرية إضافة غلى الدينية منها، و لكن ما يؤسف في ذلك شح الدراسات العربية و شبع انعدام المحلية منها. و تبعا لمحددات الدراسة فقد ركز الباحث على المراجع و الدراسات التي تناولت الجانب التشكيلي في المساجد العربية منها أو غير العربية كما ربط الباحث بين هذه الدراسات و الدراسات التي تتناول المعايير السلوكية، و النفسية و الاجتماعية عند الإنسان.

و اعتمد الباحث كذلك على المقابلات الشخصية و الزيارات الميدانية-مسجد الشهيد الملك عبد الله بن الحسين- و الندوات و المحاضرات التي تمت أثناء العمل في هذه الدراسة. ارتكز الباحث في منهجيته إلى حد كبير على التدليل المنطقي (logical reasoning) من خلال تحليل الآراء التي تناولت الموضوع و تصنيفها ثم التفسير النقدي لها و إجراء المقارنات بينها، ثم عمل الباحث على ربط هذا المنهج بالمنهج الوصفي من خلال دراسة الحالة (case study) لنماذج مختارة من مساجد معاصرة يتضمن الجانب التشكيلي لها محددات الدراسة. و قد جاء البحث في صورته النهائية مقسما غلى أربعة فصول، قدم الباحث في الأول منها تمهيدا لهذه الدراسة عرض فيها المدلول اللغوي، و الفلسفي، و الاصطلاحي للمسجد من وجهات نظر متعددة، و تبين منها إن وظيفة المسجد ثابتة لا خلاف فيها و إنما التباين و الاختلاف في وجهات النظر جاء في كيفية التعبير عن البعد المادي لهذا المسجد، و من هنا جاء هدف هذه الدراسة، ثم استعرض الباحث في الجزء الثاني من هذا الفصل الدراسات السابقة في هذا المجال و التي تمكن الباحث من الحصول و الاطلاع عليها، و منها تبين للباحث أنه لا بد من الغور أكثر في البحث في الجانب التشكيلي لهذا المساجد خاصة المعاصرة منها. و في الفصل الثاني تناول الباحث المحدد الأول للدراسة و هو الثوابت الدينية في تخطيط و تشكيل المساجد فتم استعراض الشروط الواجب توفرها في مكان تأدية الصلاة و كيف تبلورت هذه الشروط و التعاليم ماديا إلى عناصر و فراغات معمارية، كما تم استعراض بعض الآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو و تحث على بناء المساجد.

و في القسم الثاني من هذا الفصل اختير مسجد الرسول عليه الصلاة و السلام كمرجعية و كحالة مثالية لأبنية المساجد التي بنيت لاحقا، و استخلص من هذا الفصل أن الجانب التخطيطي للمساجد جاء من دعوة الإسلام إلى صلاة الجماعة، و الثواب الذي يناله من يقوم ببنائها، أما الجانب التشكيلي لها فجاء كمحصلة للتأثيرات المناخية و النفسية-حاجة الإنسان إلى إحساسه أنه ضمن حيز حدوده-، أما العناصر و المفردات المعمارية التي ارتبطت به، فجاءت وظيفية و تعبيرية في الوقت نفسه (المئذنة من الآذان، المحراب لتحديد الاتجاه، تقسيم الفراغات المعمارية من الطهارة و الوظائف الأخرى المرتبطة بالمسجد). و خصص الفصل الثالث لدراسة المفاهيم المعمارية الحديثة و مدى تـأثيرها على بناء المسجد و عليه تم تقسيم هذا الفصل إلى قسمين تناول الأول منهما مفهوم الشكل و التشكيل اللغوي الاصطلاحي و الفلسفي، ثم تحليل الآراء و الدراسات و مقارنتها بعضها ببعض خاصة التي تناولت الجانب المعماري منها، و تبين من ذلك أن الاستدلال على الأشكال و التشكيلات الهندسية و المعمارية يتم من خلال عمليات إدراكية يتعامل معها الإنسان من خلال مرجعية ذهنية أو منظومة اجتماعية أو سلوكية و بالتالي تصبح بالنسبة له وسيلة تخاطبيه و أداة تعبيرية تتحول بعد ربطها بقيم دينية أو مظاهر اجتماعية إلى عرف ثم تتحول ماديا إلى أنماط، و هذا مما يثير جدلية حول أي محاولة للتغيير في التعبير عنها.

و عليه جاء القسم الثاني من هذا الفصل مفسرا و موضحا العوامل التي بموجبها يمكن أن يتباين التشكيل المعماري للمساجد و تصنيفها ضمن مفهومي النمطية و التغيير، و خلص من هذا الفصل إلى أن هذا التباين يتبع المعايير الإنسانية و هو المحدد الثاني لهذا الدراسة. و انتهى البحث في الفصل الرابع الذي خصص لدراسة و تحليل خمسة نماذج مختارة لأبنية مساجد بنيت خلال العقدين الأخيرين من هذا القرن تسهيلا لتطبيق هدف الدراسة و محدداتها دون أن يكون لاختيار أي منها اعتبارات فكرية، عرقية، أو جغرافية، و على أن تمثل الاتجاهات التي ستذكر في تشكيل أبنية المساجد المعاصرة، و كدى تأثير المعايير الإنسانية على تشكيلها.

و هذه المساجد هي : مسجد نيونو في نيونو بجمهورية مالي، و قصر الحكم و المسجد الجامع في الرياض بالمملكة العربية السعودية، و مسجد روما و مركزه الثقافي في روما بجمهورية إيطاليا، و مسجد الشهيد الملك عبد الله بن الحسين و مركزه الثقافي في عمان، و المسجد الأبيض في فيسكو بجمهورية البوسنة. و تبين من دراستها أن الشكل التخطيطي للمساجد يتبع الناحية الوظيفية و عليه اتضح أن معظم المساجد يأخذ المسقط الأفقي لها الشكل المربع أو المستطيل.

أما الجانب التشكيلي له فقد أسس ثقافيا و ليس دينيا و من هنا جاء التمايز و الاختلاف في التعبير عن العناصر التشكيلية المكونة. و اتضح من الدراسة كذلك أن حرك المسجد-بيت الصلاة-يأخذ استقلالية تشكيلية تميزه عن المباني المرفقة به في حال وجودها مثل المراكز الثقافية، المكتبات، المباني الإدارية و الخدمية. و تبين كذلك أن التغيرات التشكيلية تتم على عناصر محددة (المآذن و المعالجات السطحية للواجهات القباب،...) و أن هذا التغيير يؤثر به إلى حد كبير التقنيات الإنشائية المستخدمة. و في التشكيل الداخلي للمساجد لوحظ التركيز على عنصر الإثارة و توزيعها في هذه المساجد و ارتكز المعماريون في تشكيلهم الفراغي على تفسير قوله تعالى : " الله نور السموات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجه الزجاجة كأنها كوكب دري يرقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله بنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شيء عليم " و يبقى القول أن التغيير في التشكيل المعماري للمسجد لا يتجاوز المركب البصري للبناء دون أن يحدث أو يعارض وظيفة المسجد الأساسية.

التخصصات الرئيسية

الأديان
الفنون

الموضوعات

عدد الصفحات

161

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

الفصل الأول : أرضية الدراسة و أهميتها.

الفصل الثاني : تخطيط المسجد و تشكيله في ضوء الثوابت الدينية.

الفصل الثالث : المفاهيم المعمارية الحديثة و التشكيل المعماري المعاصر للمسجد.

الفصل الرابع : تطبيقات على الاتجاهات في التشكيل المعماري المعاصرللمسجد (1970-7990 م).

الخاتمة.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

التل، رائد سالم حسن. (1997). النمطية و التغيير في التشكيل المعماري المعاصر للمسجد : بين ثوابت العقيدة الإسلامية و المعايير الإنسانية. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-311549

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

التل، رائد سالم حسن. النمطية و التغيير في التشكيل المعماري المعاصر للمسجد : بين ثوابت العقيدة الإسلامية و المعايير الإنسانية. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت. (1997).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-311549

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

التل، رائد سالم حسن. (1997). النمطية و التغيير في التشكيل المعماري المعاصر للمسجد : بين ثوابت العقيدة الإسلامية و المعايير الإنسانية. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-311549

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-311549