صور المقاومة في الشعر الأندلسي

الملخص AR

عاش العرب في الأندلس ثمانية قرون تراوحت بين مد القوة و جزر الضعف، و ما إن اشتعلت نيران فتنة قرطبة في فجر القرن الخامس الهجري حتى دق ناقوس الخطر، و بدأت سلسلة المآسي و المحن. و لم يواجه الشاعر الأندلسي النكبات و المحن بروح الاستسلام و البقاء، و لم يقف موقفا سلبيا إزاء الأوضاع المزرية التي كان يتخبط فيها المجتمع الأندلسي بل كان دوره عظيما، فقد بث الوعي و آثار الحماس و كشف النقاب عن أسباب الضعف و بدء الانهيار. فحما الشعراء مسؤولية عظيمة و ساروا في طريق المقاومة، مؤكدين أن للشعر دورا في معركة الوجود، و أن الكلمة سلاح فعال يشهره الشاعر في وجه أعدائه. و اثبت الشعراء أن الشعر المقاوم لا يقف عند حدود النكبة و تصوير الآلام و تجسيد النكبات و إرسال الآهات، و إنما شعر يستنفر طاقة الشعوب تلك الطاقة التي تحول الهزيمة إلى نصر و الموت إلى حياة، هذا ما سندرسه بالتفصيل في هذا البحث.