العلاقات اليمنية الأقسومية قبل الإسلام

الملخص AR

تمتد العلاقات اليمنية الأقسومية إلى أمد بعيد في التاريخ لأكثر من ألفي عام حيث قامت المعلمة بحكم الجوار و الالتصاق الجغرافي و بحكم التنقل و الهجرات المتبادلة سعيا وراء الرزق و تبادل المنافع و المصالح من طرف لدى الطرف الأخر.

و لذا نشأ بين البلدين علاقات تجارية و ثقافية و ازداد هذا الدور اتساعا في التواصل و الاحتكاك المباشر بين الطرفين بعد ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي و لقد أثر عرب جنوب الجزيرة في الحبشة عرقيا و ثقافيا حيث يمكن القول بأن الجنس الغالب في الحبشة شبيه عرقيا بسكان جنوب الجزيرة العربية و ليس ذلك بالأمر الغريب إذ أن الهجرات من اليمن و حضرموت إلى الحبشة تواصلت منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد و قد اختلط الوافدون بسكان البلاد الأصليين و تزاوجوا معهم و نقلو إليهم لغتهم و ثقافتهم.

و أما ثقافيا فقد أدرك منذ زمن طويل وجود روابط ثقافية وثيقة بين جنوب الجزيرة و شمال الحبشة و إن حضارة الحبشة يمكن إرجاع أصولها إلى مهاجرين قدموا من اليمن استنادا إلى التشابه بين لغة البلدين و وجود عناصر مشتركة في ديانتهما و عاداتهما القديمة.

و لقد اختلفت طبيعة العلاقات اليمنية الأقسومية من فترة إلى أخرى حيث تحولت تلك العلاقة من هجرة قبائل يمنية و استقرار على الأراضي الحبشية قديما إلى غزو حبشي و احتلال للأراضي اليمنية.

و من خلال دراسة العلاقات اليمنية الأقسومية قبل الإسلام يظهر المخطط الذي كانت ترسمه الدولتان بيزنطة و الفرس لاحتلال اليمن القديم و التحكم في مراكز التجارة و بالتالي الهيمنة على الاقتصاد العالمي و ذلك عندما بارك الإمبراطور الروماني الغزو الحبشي لليمن و مساندته بالإمدادات العسكرية.

و من خلال دراسة العلاقات اليمنية الأقسومية قبل الإسلام تظهر أطماع الرومان في احتلال المنطقة حيث قام الرومان بتحسين علاقتهم مع دولة أكسوم في الحبشة مكافلة لمساعدتهم في احتلال اليمن و كذلك حتى يسهموا في حماية السفن الرومانية في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر و هذا أدى إلى دخول الأقسوميين إلى ميدان المنافة التجارية ضد العرب الجنوبيين و كذلك اخذوا يتحرشون بالعرب الجنوبيين و هاجموا الساحل الغربي القريب منهم ألا أن أهل اليمن استطاعوا أن يطردونهم منه أكثر من مرة.