السياسي و الجمالي في شعر مروان بن أبي حفصة : قراءة ثقافية

الملخص AR

تعد العلاقة بين الإبداع الشعري والسلطة السياسية من أكثر الموضوعات التي استحوذت على الدرس النقدي الحديث، ولاسيما بعد ظهور مناهج نقدية ذات محمولات سياسية حاولت الربط بين القطاعين وتتبع أوجه التقارب والاختلاف بينهما، ولم يكن هذا خروجًا بالأدب عن طبيعته الخيالية، وإنما كان نظرة إلى الأدب بوصفه نتاجًا سياسيًّا تصدر عنه أفكار ورؤى تؤدي دورًا خطيرًا في حركة المجتمع، وفي تكوين ذهنيته الاجتماعية والسياسية.

ويتناول هذا البحث شاعرًا ارتبط اسمه وشعره بالسلطة السياسية، وهو مروان بن أبي حفصة أحد شعراء العصر العباسي الأول، ولدراسة هذا الشاعر سلك البحث محاور عدة: ابتدأت بالمحددات الثقافية التي بينت بعض الجزئيات المتعلقة بالثقافة والدراسات الثقافية، ثم تبعها تفصيل عام لشعر مروان وتجلياته السياسية، وتحليل لثنائية (الانتماء / التباعد ) التي تبرزها نسقيته الشعرية.

وخلص البحث إلى أن السياسة لم تكن ملهمة لمروان في شعره؛ إذ اقتصر على أفكار تقليدية لم تجد لها صدى نقديًّا أثيرًا لدى النقاد، فضلاً عن أن نسقيته في المديح السلطاني أثبتت عدم انتمائه الكامل للسلطة السياسية التي يدّعي الولاء لها ظاهريًّا.