النحو العربي بين نحو الجملة و نحو النص : مثل من كتاب سيبوية

الملخص AR

جاءت هذه الدراسة رداً على ما يطلقه المحدثون من تهمة عناية النحو العربي بالجملة وبالصحة النحوية على حساب قضايا لسانية كثيرة؛ ولأجل هذه الغاية تناولت هذه الدراسة عدداً من القضايا اللغوية والنحوية في كتاب سيبويه والتي أظهرت أن النحو العربي لم يكن غفلاً عن كثير من الموضوعات اللسانية المعاصرة.

ومن هذه القضايا المتعلقة بهذا الموضوع: نشأة لسانيات النص/نحو النص ومفهومه، وتداخل مفهوم كل من الجملة والنص والخطاب، وسيبويه ومعايير النصوص الحديثة، وسيبويه بين التداولية والمعيارية، ونحو النص والشذوذ اللغوي.

وقد توصلت الدراسة إلى أن سيبويه علم أن للجملة حدّاً واستقلالية، ولكنه أيضا كان يدرك أن الجملة جزء من سياق كلامي موصول.

ويؤيد هذا الرأي أن سيبويه كان في تحليله يتجاوز النظرة إلى الجملة وحدّها، وكان يمد بصره إلى ما حولها من عناصر السياق بأنواعه المختلفة: المقامي والمقالي والثقافي والتاريخي والنفسي.

هذا السلوك ينفي عن النحو العربي وعن سيبويه تحديداً تهمة اتخاذ الكلمة المفردة، أو الجانب الشكلي للجملة وحده أساس التحليل النحوي في كتابه.

وإنما كان سيبويه يستشعر ضرورة أن يكون الخطاب وحدة للتحليل.

وهذا ما جعله مهتماً كثيراً بالمتحدث وظروفه النفسية والاجتماعية في أثناء تحليله لما تناوله من نصوص.

وهذا يعني أن سيبويه اهتم بالكلام الحي التفاعلي الذي يسمح لنا بالقول إنه وضع لبنات جيدة تصلح أن تكون أساساً في بناء نحو النص الحديث رغم أن كثيراً من تحليله النحوي لم يتخلص من نحو الجملة.