البطالة فى سورية : أسبابها و سبل معالجتها مع إشارة خاصة إلى التجربة المصرية فى مكافحة البطالة

الملخص AR

تعد البطالة مشكلة من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات البشرية في وقتنا الحاضر، نظرا لانعكاساتها السلبية على مجمل الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية لهذه المجتمعات، و هي لا تقتصر على بلد دون الأخر، إلا أن خصائصها و تأثيراتها تختلف حسب الزمان و المكان.

و سورية هي إحدى الدول النامية التي تعانى من وطأة هذه المشكلة، و هذا ما دعاها إلى الاهتمام بها و البحث عن البرامج و الوسائل التي تمكنها من الوصول إلى حل لمسالة البطالة.

إلا أن المشروع الوطني لمكافحة البطالة الذي أنيط بالهيئة العامة للتشغيل لا يكفى وحده للتصدي لهذه المشكلة، إذا لم يترافق بسياسات اقتصادية تنموية شاملة تأخذ على عاتقها مسؤولية زيادة معدل النمو الاقتصادي بوتيرة أعلى من وتيرة النمو السكاني، و بالتالي تمكين الاقتصاد الوطني من إيجاد فرص عمل تستوعب الأجيال الجديدة التي سوف تدخل مجددا سوق العمل، و التي تقدر بحدود (200- 250) ألف شخص سنويا ناهيك عن الأعداد السابقة المتراكمة.

و لقد جاء هذا البحث بهدف المساهمة بشكل أو بآخر في معالجة أزمة البطالة في سورية.

و في سبيل تحقيق هذه الغاية قمنا بدراسة ماهية البطالة في سورية من حيث واقعها، و تركيبها، و انعكاساتها، و الأساليب المتبعة في حلها.

ثم اطلعنا على التجربة المصرية في مكافحة البطالة و السبل المتبعة من قبل الحكومة و المؤسسات المصرية ذات الصلة لحل هذه المشكلة.

و قد تبين من خلال البحث، أن البطالة في سورية هي بطالة شبابية، حيث إن معظم المتعطلين عن العمل هم من بين الفئات السكانية (15- 29) سنة.

كما أنها بطالة بين الفئات الأقل تعليما، حيث وصلت نسبتهم عام 2007 إلى 58 % من مجموع المتعطلين، و هي بين الذكور أكبر منها بين النساء، حيث شكل الذكور نسبة 84.4 % من مجموع المتعطلين عام 2007.

و قد ختمنا بحثنا هذا بوضع إستراتيجية تتألف من مجموعة من المقترحات المتعلقة بجانبي العرض و الطلب لسوق العمل، و ذلك بهدف تقليص حجم البطالة في سورية و الوصول إلى حل لها.