آليات العمل الخيري الإسلامي في ظل العولمة

الملخص AR

تناول البحث إشكالية إيجاد آليات موضوعية و فعالة للعمل الخيري الإسلامي تتفق مع ظاهرة العولة و تداعياتها على الدول النامية و الدول الفقيرة. و قد أوضح البحث أن الإسلام ينظر إلى الجنس الإنساني باعتباره أمة واحدة، رغم تفرقها إلى أمم متعددة.

و جاءت الأمة الإسلامية لتكون خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر. و في ضوء ذلك، جاء ترحيب الإسلام بالتعاون و الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى، و التعامل معهم في التجارة، و الاستثمار، و عقد الاتفاقيات، و تبادل المنافع، و الإحسان إليهم، و تقديم العون لهم ؛ و ذلك باعتبار أن العمل الخيري من أخلاق الإسلام. و قد ناقش البحث الجوانب المختلفة للآليات الإسلامية لعولمة العمل الخيري، و هي : الوقف الإسلامي قديما و حديثا، و التطبيقات العلمية العابرة للحدود الإقليمية (عولمة الوقف). و تناول البحث آلية الزكاة كأداة لعولة العمل الخيري، مع الإشارة إلى بعض التجارب العاصرة في بعض الدول الإسلامية.

كما وضح دور هيئات الإغاثة الإنسانية العالمية في عولمة العمل الخيري الإسلامي، مع بيان تجارب هذه الهيئات في بعض الدول العربية الإسلامية.

و تطرق-كذلك- إلى الدور المستقبلي الخيري في مواجهة تداعيات العولة على الدول الإسلامية. و اقترح الباحث تطوير آليات العمل الخيري الإسلامي ؛ لواجهة تلك التحديات، مع التركيز على عولة الوقف الإسلامي، من خلال نظام الوقف المشترك العالمي، و إنشاء صناديق وقفية عالمية يغطي نشاطها عدة دول إسلامية. كما اقترح تطبيق آلية عولمة الزكاة، عن طريق إنشاء صندوق زكاة عالمي، و إنشاء صندوق زكاة موحد للبنوك و المؤسسات الإسلامية في مختلف دول العالم الإسلامي. و أخيرا، يرى الباحث أهمية تأسيس اتحاد عالمي لهيئات الإغاثة الإنسانية الإسلامية العالمية.