نظام الحسبة و التعزيرات المشروعة في الفكر الإسلامي

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين محمد و على آله و صحبه أجمعين، و بعد : إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، هو معنى الحسبة و أن الله تعالى قد شرع لنا هذا الخير لإصلاح الدنيا و الفوز بالآخرة، و لا يمكن لأي مجتمع مهما بلغ في تقدمه، و تحضر أبنائه أن يستغني عن هذا العصب الحساس في المجتمع، ذاك أن الإنسان جبل على الخطأ و كانت معه غريزة توسوس له، ذاك أنه قد يسهو و ينسى، و لا بد من التذكير و التنبيه، و هذا في المعنى هو في نظام الحسبة الإسلامي الذي يعد أصيلا في نشأته و تطوره، مستمدا تعاليمه من كتاب الله و من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فهو الصالح النافع للعباد في كل زمان و مكان، و هذا النظام الرباني، هو نوع من الولايات التي لا يمكن حصرها بالأسواق، أو بالصلاة أو ببعض أمور المعاملات، بل هو ولاية شاملة لكل جوانب الحياة من قيم و مبادئ و عبادات و معاملات، فهو الجهاز العصبي في جسد، و هذا الجهاز الحساس يتأثر سلبا و إيجابا.

فقد يجد بيئة يزدهر فيها و ينشط و يصح، و قد لا يجد تلك البيئة فيتدهور و يفقد فاعليته، و لعل أهم المؤثرات في هذا النظام طبيعة الحكم السائد و مدى صلته بالشريعة الإسلامية و كذلك المستوى الثقافي و النضوج الفكري للمجتمع و أفراده و أنني يوم أتكلم عن أهم جزئية في هذا النظام إنما ابتغي بذلك عرض الرقي الإسلامي في معاملة المخطئ و المسيء و عرض التدرج في الصلاحيات التعزيزية المشروعة و كيف راعت جانب الإنسانية و احترمت ذلك الكيان الذي هو بنيان الله تعالى و المخلوق المكرم عند ربه.

و الحمد لله رب العالمين.