جمعية البر الإسلامية في الموصل و دورها الاجتماعي و التربوي 1928-1980 : دراسة وثائقية

الملخص AR

تعد جمعية البر الإسلامية في الموصل حالة خاصة من حالات المجتمع المدني الموصلي، كانت لها فعالية و حضورا في الشارع الموصلي لتغلبها على معوقات العمل الأهلي من نقص في عدد المتطوعين الذين يذرون أنفسهم في تقديم خدماتهم للأهالي أو توفير المال المخصص للخدمات، أو قدرتها على إنتاج أدوات و وسائل تكون فعالة في مواجهة المشاكل التي تعرض لها أهالي الموصل، و قد قدمت الجمعية خلال فترة إجازتها 1928-1980 خدمات اجتماعية و تربوية متعددة، فأنشأت دار الأيتام، و دار لليتيمات و روضة للأطفال، و معهد خصص لتقديم دورات علمية في عدد من مناهج التربية المقررة فضلا عن خدمات أخرى، و قد فتحت الجمعية فرع لها في زاخو لا تقل أهمية خدماته التي قدمها لأعالي زاخو عن خدمات المركز العام، و استمرت الجمعية في نشاطاتها حتى عام 1980 عندما ألغيت إجازة الجمعية و ضمت مؤسساتها إلى مؤسسة الرعاية الاجتماعية.

و مما ميز الجمعية أن أغلب النخب العاملة فيها كانت من وجهاء و أعيان و علماء المدينة، و هذا أعطى للجمعية مكانة اجتماعية و اقتصادية مميزة جعل الأهالي يتقبلونها بشكل أسرع لثقتهم بمن يديرها، لذلك واكب أهالي الموصل مؤازرة الجمعية فور حصولها على الإجازة و دعموها اقتصاديا و معنويا الأمر الذي مكنها في فتح الميتم الإسلامي بفترة قصيرة، و قد حققت الجمعية في فتحها للميتم مكسبا معنويا فهي حفظت أجيالا من الضياع و حفظت لهم مستقبلهم و مكنتهم بأن يمتهن الكثير منهم مهن مرموقة في المجتمع، كما وفرت لهم الجو الأسري الذي حرموا منه.