الخط العربي : معايير جودته و أساليب تدريسه

الملخص AR

يعد الخط العربي من الفنون القديمة التي تمتد جذورها عبر التاريخ، و إن كانت نشأته تتضارب فيها الآراء، و الكتابات التي تناولته بأنه أداة اتصال لغوية، ترتبط ارتباطا وثيقا بنقل الفكرة من الكاتب إلى القارئ، و بقدر ما في الخط من حسن العرض، و وضح الكلمات، و انسجام الحروف، و جمال الشكل، و يكون القارئ متمكنا من فهم ما مكتوب، أما إذا كان الخط رديئا، فاقدا للجمال و الوضوح و الانسجام.

و يمثل تعليم الخط العربي علما و فنا، فالخط علم لأنه يعتمد على أصول ثابتة و قواعد دقيقة في تعليمه، و فن لأن الجمال، في التعبير كما أن تعلمه يحتاج إلى فنيات و مهارات، و يتطلب استعمالا فنيا يقوم على دقة الملاحظة و الانتباه و القدرة على المحاكاة و المشابهة و به يتحسس جمال الحي، بالإضافة لذلك، فإن الخط يعد من الفنون الجميلة الراقية التي تشمل المواهب و تربي أهمية و ترهف الحس.

و من أهداف تعليم الخط العربي الشرعي، إذ أن تعليم الخط و تجويده يساعد على الكتابة السريعة، و من المعروف أن السرعة في الكتابة لها فائدة كبيرة في مجالات التعليم، و في الحياة العملية على حدا سواء، كما يعود الخط الجميل على الصفات الخلقية و التربوية، إذ يعلمهم التمعن، و دقة الملاحظة و يربي عندهم الحكمة و يعودهم الصبر و سرعة النقد و سرعة حركة اليد و التحكم في الكتابة، بالإضافة إلى اكتشاف أسباب تخلف الطلبة في إحراز تقدم مقبول في الخط و استخدام العلاج المناسب، و تنمية الاهتمام المتزايد ببلوغ مستوى جيد في الأداء الخطي نتيجة تدريب اليد المستمر على الجودة في الخط، و تشجيع الطلبة على ممارسة الخط المختلفة و تنمية كثير من القدرات الفنية و العقلية كادراك الجمال، و صحة الحكم على الأشاء، و قوة الانتباه و صدق الموازنة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الخط كفن من فروع اللغة العربية لم يحظ باهتمام القائمين على تعليم الخط، الذي يعد من الخطوط الجميلة، فهو يمتاز بحسن الشكل، وجمال هندسته، كما يمتاز بحروفه التي يسهل تشكيلها، و تكوين الكلمات و الجمل مختلفة الإنساق و الأشكال و الأحجام، لذا فهو خط تتماشى صوره ورسومه مع جميع الأزمة، و يمتاز بصفات و خصائص جميلة و فريدة و متعددة.

كما واكب الخط العربي نهضة علمية و معرفية هائلة في الحضارة العربية الإسلامية التي جسدها بعمق في لوحات و مخطوطات تحمل سمات الفن العالمي، و الروح الشرقية، صافية النقاء، استطاع من خلالها أن يتبوأ مكانة مرموقة بين فنون الحضارات المختلفة، و تمتاز الحروف العربية و الخط العربي بعدة مميزات، و مجموعة خصائص منها القداسة الدينية و الناحية الجمالية.

و من ناحية تدريس الخط فلا توجد طريقة محددة تدريس الخط، و إن جميع الطرائق التي نشأت خلال السنوات الأخيرة كانت نتيجة لكل من تغيير المفاهيم التي تتعلق بالأغراض الرئيسية للتعليم و لكل طريقة ميزاتها و عيوبها و أنصارها، و في هذا الصدد فإن تدريس الخط يحتاج لوقت محدد يخصص لتدريسه.