شعرية الجسد في بنية الفضاء المسرحي

الملخص AR

يظل الجسد مركزا و ينبوعا أساسيا للتعبير و التواصل في الحياة، و تتعاظم أهميته في المسرح كون الجسد حاملا لخطاب العرض و خازن نصوصه المتعددة، و حين يستخدم الجسد في التعبير الغروتسكي تزداد إمكانياته التعبيرية كما و نوعا مما يسهم في خلق حالات التوصيل و التحفيز و التأثير لدى المتفرج كون الجسد هنا يتجاوز الصيغ و الأساليب التقليدية المألوفة و ينجز أفعالا و حركات و أشكالا غرائبية و خيالية تنأى عن الحسي و الملموس قصد تعميق المشهدية الشعرية لكن هذا لا يمكن أن يتحقق ما لم يكن في الطرف المقابل متلقيا يتوفر على كفاءة و ذو قدرات تحليلية في قراءة شفرات الجسد الغروتسكي، هذا التحقق انتبه إليه المسرح الحديث و سعى إلى توظيف ذلك لشحن الفعل المسرحي و التواصلي بقدرات تعبيرية مضافة عبر أساليب و رؤى جديدة و هذا جاء في التجارب البعثية و السريالية و ما ينتمي إلى مسرح الصورة، حيث يكون الاعتماد على جسد الممثل في بناء الخطاب البصري وقف أنساق إيقاعية و تعبيرية مختلفة من شأنها أن تنتج دلالات مجازية و حقيقية قابلة للقراءة و التأويل.