مدينة سالم الأندلسية 93-478 هـ 711-1087 م

الملخص AR

إن حضارة العرب المسلمين بحاجة إلى جهود الباحث و بالأخص المراكز التمدنية منها، المنتشرة على طول البلاد وعرضها و التي لا تزال اليوم تحمل أسمائها العربية الإسلامية و منها، مدينة سالم (medinaceli) التي تقع على بعد 153 كم شمال قرب مدريد.

و قد فتحت عام ٩٢ هـ / 711 م على يد طارق بن زياد و أسكنها بنو سالم من البرير الذين قاموا بإعمارها.

و قد جاءت أهمية المدينة لكونها تتوسط منطقة ثغرية.

فقد أصبحت قاعدة الثغر الأوسط الأندلسي للمدة بين بداية القرن الرابع حتى منتصف القرن الخامس الهجري.

و اتخذهما أمراء الثغور مركزا لهم تلك الحقبة.

و لعبت دورا مهما في العلاقة بين حكومة قرطبة و الماليك الإسبانية النصرانية.

ففيها تتجمع الجيوش في ذهابها و إيابها و إلى جبهات القتال في شمال الأندلس.

و أسهم أمرائها في كثير من أحداث تلك الحقبة بعد سقوطها بيد الإسبان في نهاية القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي.

كما نزلها عدد كبير من العلماء و أسهموا في مختلف جوانب المعرف، و كانوا على اتصال دائم مع رواد الفكر العربي الإسلامي في الأندلس و بقية العالم الإسلامي، و كان من هؤلاء قراء و محدثين و لغويون و شعراء و لعل الصفة العامة التي كانت تجمعهم أنهم كانوا مجاهدين في سبيل الله حيث قصدوا ذلك الثغر للجهاد.