ظاهرة الفقر و البطالة : اقتصادية الشكل-اجتماعية المضمون

الملخص AR

الفقر و البطالة متلازمان في حضورهما، متلازمان في غيابهما، فهما صنوان يصب أحدهما في تعزيز الآخر، و من واقع الدراسات التي أجريت و المسوحات المتعددة، يتبين أن معدلات البطالة ترتفع بين الفقراء، و هذا ما يعكس العلاقة التلازمية، إذ حضور الفقر ففرض حضور البطالة، و غياب البطالة يستدعي غياب الفقر.

فعلى الرغم من اعتبار متوسط نصيب الفرد من الدخل أو الاستهلاك مؤشرا على المستوى المعيشي، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت تشهد مستويات متفاوته، و لعل من أسباب انتشارها، ما تمخضت عنه الدراسات من حيث عدم توافر فرص العمل، و ارتفاع عدد أفراد الأسرة، و شيخوخة معيلها و احيانا إعاقته، و وفاته.

إضافة إلى أنها تؤدي إلى سوء الفذية و تبعات أخرى.

و يحاول الباحثان الوقوف على حقيقة ظاهرة الفقر و البطالة في ظل مستويات الأجور القائمة، و انعاكاس ذلك على الاوضاع الصحية و التعليمية و الاقتصادية و الاجتماعية, و للخروج بتوصيات تعزز إنتاجية الأفراد القادرين على العمل، و تحد من استفحال هذه الظاهرة-التي غدت اقتصادية في شكلها اجتماعية في مضمونها-في ضوء استراتيجية : "مكافحة الفقر من أجل أردن أفضل"، سعيا لتحقيق مستوى معيشي مستقر، و إحداث توازن بين النمو و الموارد، و تطوير القوى العاملة جيدة التدريب في ظل العولمة و ما تفرضه من تنافسية لا تقبل إلا بالأجود كما و نوعا على حد سواء.

و أخيرا فان ما سنعرضه ليس تنظيرا لما سيكون عليه الحال في العقود القادمة.

بل هو استكناه لتجارب و دروس عايشناها بهدف استشراف المستقبل برؤى مستقبلية مستندة إلى واقع الحال.