رؤية استراتيجية للحوادث المرورية في الأردن : دراسة في الأسباب و المعالجة

الملخص AR

تحظى موضوعات الحوادث المرورية في الوقت الحالي باهتمام واسع من أطراف متعددة، إذ كانت هذه الموضوعات محل اهتمام السلطات المسؤولة عن النشاط المروري و الأنشطة المرتبطة به.

و قد فرضت زيادة الوعي الثقافي و المسؤولية الاجتماعية و الاقتصادية و الأخلاقية تحولات جديدة في مفهوم النشاط المروري، و ما يرتبط بهذا النشاط من حوادث و إصابات في مختلف أنحاء العالم بعامة و الأردن بخاصة.

و في هذا السياق فإن العديد من الدراسات و الجهود البحثية حشدت للتخطيط الاستراتيجي لهذا النشاط، و تحليله و تحديد الأسباب المؤدية إلى النهوض به، فضلا عن تحديد السبل و السياسات التي من شأنها أن تقلل من الحوادث و الإصابات و المخاطر المختلفة المصاحبة له.

و بخصوص الحالة المرورية في المملكة الأردنية و تحديدا ما يتعلق بالحوادث المرورية و الإصابات الناجمة عنها، و هي واحدة من أهم القضايا و أخطرها التي تشكل تحديا أمام الاقتصاد الأردني، إذ أن الإحصاءات الخطيرة زادت من وتائر القلق المتصلة بهذا الموضوع، إذ خلال السنوات العشر الماضية، أدت هذه الحوادث إلى وفاة أكثر من ٧٠٨٤ شخصا، و تركت أكثر من ١٧٥٠٠٠ بين جريح و مقعد، في حين بلغت الخسائر المادية أكثر من ١٥٧٩ مليون دينار أردني.

و في هذا السياق ، أعرب جلالة الملك عبد الله الثاني (حفظه الله و رعاه) عن قلقه إزاء ازدياد الحوادث المرورية و ما يتكبده الأردن من خسائر بشرية و مادية تنتج عنها.

و أضاف قائلا "إن الحد من الحوادث المرورية و نتائجها المأساوية ينطلق من خطط و استراتيجيات علمية مدروسة تتعامل معها الجهات المعنية بالنقل و المرور و السلامة على الطرقات بحزم و جدية".

باعتبارها من مسؤوليات أمن الدولة.

و من هذا المنطلق جاءت فكرة البحث في مجال الحوادث المرورية على سبيل الإسهام المباشر في تعزيز الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات الأمنية في السيطرة على الحوادث المرورية و النهوض بتطبيق أفضل السبل للحد من الحوادث المرورية.

كما و يسعى في هذا البحث إلى توثيق الحالات و الأطر من خلال الإحصاءات المتاحة و تقديم حالة التعامل مع الظاهرة المرورية بالبيانات و استقراء الواقع و السعي للخروج بنتائج و توصيات مختلفة لخدمة أهداف البحث.

و نأمل أن يكلل جهدنا البحثي في استشراف مستقبل مروري آمن خال من المخاطر المرورية و مساند لجميع الجهود المخلصة التي تترجم توجهات جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله و رعاه، و جهود جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة و جهود الجهات الأمنية المختلفة و المؤسسات البحثية و المعاهد المرورية في الأردن عامة للوصول إلى أردن كأنموذج عالمي و وعي و ثقافة مرورية هادية إلى أنموذج مميز في المنطقة و العالم، هذا و قد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج و التوصيات.