آليات استثمار التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية بعد حرب غزة

الملخص AR

العدوان الصهيوني الأخير على غزة، و ما خلفه من مجازر و تدمير للحرث و النسل، أوجد نوعا من التعاطف العالي مع أهل غزة، و كان غالب ميدان هذا التعاطف هو الإعلام، فمن وصلت إليه حقيقة العدوان بصورته الصادقة، و كان مهيئا لتصديقها، عبر عن تعاطفه بأشكال عديدة.

من هنا فقد حاولت هذه الدراسة ملامسة الدور الإعلامي، و آليات تشكيله للرأي العام خارج المنطقة العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، و الآليات الإعلامية التي استخدمها الكيان الصهيوني بالتوازي مع العدوان على غزة، و التي يأتي على رأسها السيطرة اليهودية على غالبية وكالات الأنباء العالمية، و تبني الإعلام الغربي لوجهة النظر الصهيونية، إضافة إلى إنشاء الحكومة الصهيونية- قبل العدوان على غزة بستة أشهر-مديرية المعلومات الوطنية التابعة لوزارة الخارجية الصهيونية، مهمتها صياغة و ترويج الرسالة الإعلامية الصهيونية، تلك الرسالة التي اعتمدت عليها كافة وسائل الإعلام الغربية الرسمية.

و على الرغم من هذا التجييش الإعلامي الصهيوني فقد تم كسر هذا الاحتكار الإعلامي الصهيوني، و ظهر تعاطف عالمي قلب كافة الموازين و الحسابات الإعلامية الصهيونية.

وقد وقفت هذه الدراسة على ملامح التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية أثناء وبعد العدوان الصهيوني على غزة، رسميا و شعبيا، كما رصدت مظاهر التعاطف الإغاثي، و التعاطف القانوني، إضافة إلى مواقف بعض الشخصيات الأجنبية في الصحافة الغربية.

و استعرضت الدراسة أهم أسباب هذا التعاطف، و التي كان من بينها : دور الجاليات الإسلامية و المسلمين الأعاجم في نقل تداعيات العدوان على غزة، و كذا دور الفضائيات العربية الناطقة باللغة الإنجليزية في نقل أحداث العدوان على غزة، و دور المنظمات الخيرية الإسلامية في نقل القضية، و دور الإنترنت و رسائل الجوال في تفعيل القضية الفلسطينية و فضح الممارسات الصهيونية، و الأدوار الرسمية لحكومات الدول المتعاطفة مع القضية الفلسطينية.

و ذكرت الدراسة بعض مكاسب المسلمين من هذا التعاطف العالمي، و ضوابط التعاطي معه، و آليات الاستفادة منه و تفعيله، و كسب المزيد من المتعاطفين.

وقد حاولت الدراسة وضع مؤشرات خطة إعلامية لصياغة الرسالة الإعلامية الفلسطينية الموجهة للخارج، و آليات ترويحها عالميا من أجل التأثير في الرأي العام العالمي، و كسب مزيد من المتعاطفين، و إحداث نوع من التوازن الاستراتيجي على المستوى الإعلامي.