الثروة النفطية و التنافس الدولي الاستعماري الجديد في إفريقيا

الملخص AR

أضحى مفهوم أمن الطاقة أحد أبرز تجليات المفاهيم الأمنية التي بدأت تتشكل و تأخذ مكانتها في التفاعلات الدولية ضمن العديد من التغيرات و المفاهيم التي تلت حقبة ما بعد الخرب الباردة، شأنه شأن العديد من المحددات التقليدية الأخرى التي باتت تشكل السياسة الخارجية للدول، لا سيما القوى الصناعية الكبرى.

لذلك فإن أولويات القوى الكبرى في علاقاتها مع إفريقيا، باتت تتركز على ضمان وارداتها من مصادر الطاقة و المواد الخام اللازمة لصناعاتها الاستراتيجية، هذا بالإضافة إلى فتح الأسواق الإفريقية أمام سلع و منتجات هذه القوى، الأمر الذي يخرج تلك الأولويات عن كونها شأئا تجاريا أو اقتصاديا محضا، لتصل إلى مصاف الضروريات الاستراتيجية الملحة، بحكم ما يعبر عنه من مصالح كبرى لجانب هذه القوى.

و قد أسهم التنافس الدولي من جيل القوى الكبرى على النفط في القارة بشكل مباشر أو غير مباشر في إضفاء المزيد من التعقيد و التشابك على مجمل الصراعات التي تشهدها القارة، و هو ما أثر سلبيا على واقع القارة و مستقبلها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي.

و على الرغم من ذلك فقد و فر النفط إطارا آخر للتعاون بين الدول العربية و الإفريقية ؛ حيث أضحت التكتلات الاقتصادية ضرورة استراتيجية في عصر أصبح لا يمكن فيه ضمان موطئ قدم للقوى الصغرى و المتوسطة في الأسواق العالمية من دون تعاون و تنسيق.

لذا يتوقع أن يكون للنفط دور كبير في دعم العلاقات بين العديد من الدول العربية و الإفريقية، خاصة و إن الأولى لديها من الخبرات في مجال النفط ما يمكنها أن تساعد به في هذا القطاع في نظيرتها الإفريقية، الأمر الذي يسهم في تعظيم الاستفادة من هذا النفط، و موارده المالية، و استثماراته في حسرة قضايا العرب و المسلمين في العالم، و الضغط على دول مثل أمريكا بسلاح الاستثمارات النفطية ؛ كي توازن موقفها من العرب و إسرائيل، بدلا من الانحياز الأعمى الخالي للدولة العبرية، و البحث عن وسائل أو طرق و أفكار متطورة لاستخدام النفط كسلاح فعال وقت السلم و الحرب.