بناء السرد القصصي في سورة يوسف

الملخص AR

يتناول البحث قصة يوسف القرآنية، التي تختلف عن القصص الفنية، فالقصة الفنية تعتمد على الخيال أو المزج بين الحقيقة و الخيال، و القصة القرآنية تستمد مادتها من الواقع و الحقائق التاريخية. و بين البحث أن شخصية يوسف المفردة و شخصية إخوته الجماعية هما الشخصيتان الرئيستان.

و جاءت معظم شخصيات قصة يوسف متطورة.

و اعتمدت على البعد المادي في رسم الشخصية، حيث كانت صفة جمال يوسف عليه السلام محركا فاعلا في دفع أحداث القصة نحو التأزم، بالإضافة إلى البعد الاجتماعي في طبيعة العلاقة بين يوسف عليه السلام و إخوته من أبيه، كما برز البعد النفسي بشكل قوي في رسم شخصية إخوة يوسف، فالحسد و الغيرة هما الدافع الرئيس لتفجير أحداث القصة.

و اعتمدت أحداث القصة على بداية درامية متأججة، تقحم المتلقي مباشرة في الحدث الدال على المستقبل القريب و البعيد.

و اعتمدت على انتقاء الأحداث، و تقسيطها.

و بدأ الصراع في قصة يوسف من اللحظة الأولى، و استمر الصراع الخارجي و تداعياته بين يوسف و إخوته من أبيه، حتى اللحظات الأخيرة، و كان المتلقي يعرف ما مكنه الله ليوسف، لكن إخوته لا يعلمون. و تميزت لغة قصة يوسف بغلبة الحوار على السرد، و امتلكت تكثيف القصة القصيرة، و دقة السيرة، و سردية الرواية، و حوارية المسرح، و درامية السينما بكل ما فيها من سلاسة الانتقال من موقف إلى آخر و من مشهد إلى غيره.