رؤيا العالم في الشعر العربي المعاصر

الملخص AR

تحاول هذه الدراسة استقراء بعض النصوص الشعرية وفق منظور ما تحدده الرؤية الوجودية في موضوع الخلق الجمالي في بحثه المستمر عن لواقع هش و متآكل، ينحدر إلى الاتضاع البديل اليوتوبي Utopia و الاستلاب، و محاولة تثويره ضمن جدلية التغيير.

إلا أن حلم التغيير، هذا، يرتطم بواقع لا يتفاعل و لا يثور، و كأنه لا يرغب في التحول، و يظل الحلم باقيا مجسدا في الرؤية الثورية الانبعاثية في شكلها "التدميري"، و بشرى مرتقبة، على اعتبار أن ما يخشاه الشاعر هو الموت دون بعث حقيقي.

و الشعر العربي الحديث غالبا ما يرسم صورا يتطلع فيها إلى الأمل المرتقب من حيث إن مزيج الراهن بهذا التطلع هو محاولة انصهار الثبات في التحرك المنشود، و الاستمرار فيه، إذ يكون الإنسان ظاهرا للوجود الحضاري بحكم الانتماء لطبيعة الكينونة البشرية في مساعيها.

كما تحاول الدراسة أن تبرز إمكانية أن يصبح للشاعر رؤيا في فهم العالم و الرغبة في فهم حقيقته بما يملك من قيم فنية من منظور أن الشاعر أكثر الناس إدراكا لهذه الحقيقة، و لذلك نراه دائم البحث عن صيغ جديدة، يتجلى من خلالها واقع الإنسان في أسمى إشراقاته، و من الطبيعي أن تثمر تفاعلات الحركة الاجتماعية و الفنية أكثر الصياغات الجمالية قدرة على امتصاص الواقع الجنيني للمجتمع الجديد، و أكثرها قدرة على الاستجابة للواقع الوليد بعدئذ.

و تسعى هذه الدراسة إلى أن يكون للشعر دور في معرفة حقيقة الوجود، عبر نصوص شعرية نطبق عليها بعض المفاهيم الدلالية، و علاقتها بالمستوى الواقع، و المستوى الإيديولوجي، و المستوى الزمني، من خلال إحساس الإنسان بحاضره الذي تتوارى خلفه الحقائق.