من بواكير شعر المنافحة عن الرسول صلى الله علية و سلم و التبشير بالرسالة : دراسة نقدية

الملخص AR

يحاول هذا البحث التعرض للشعر الذي كان توطئة لبزوغ الرسالة المحمدية - الخاتمة -مبتدئا بإطلالة على الشعر الجاهلي و النضج الذي صاحب اللهجة القرشية حتى أضحت الأداة المعتمدة في إنشاء شعر تلك الحقبة وروايته ثم يتعرض البحث لقضية-هامة- و هي الشعر في البيئة المكية في العصر الجاهلي بين الندرة و الوفرة مستشهدا بأبرز شعراء مكة في حقبتها الجاهلية- متوقفا عند الأبيات التي كانت تدل على فطرة الإيمان في النفوس و خصوصا لجهة الشعر المنسوب إلى الزبير بن عبد المطلب و عبد المطلب بن هاشم. ينتقل البحث-بعد ذلك- للحوادث المكية الهامة مثل حادثة الفيل و ولادة النبي صلى الله عليه و سلم، ثم الدعوة إلى الإسلام و بداية المواجهة مع كفار قريش و ما أدت إليه هذه المواجهة من مقاطعة أعداء الدعوة لبني هاشم و حصارهم في الشعب، ثم الانتقال إلى مرحلة الدعوة خارج مكة و خصوصا مبايعة الأنصار للنبي صلى الله عليه و سلم عند العقبة، و عند كل حادثة من هذه الحوادث الهامة التي كان لها دور في تغيير وجهة المجتمع المكي، كان الشعر حاضرا يوثق الحوادث مما يدل على أهمية الشعر في كل مراحل الصراع الذي كان يشهده المجتمع المكي، ثم يفرد البحث مكانا خاصا لقصيدة الشاعر المدني الأوسي الجاهلي أبو القيس بن الأسلت و التي حذر فيها قريش من مغبة الحرب داعيا إياهم إلى تغليب العقل و الحكمة و تكتسب هذه القصيدة أهميتها من كونها توضح العلاقة بين شعراء المدينتين مكة و المدينة منذ العصر الجاهلي و اعتراف سكان يثرب الفطري- آنذاك-بقدسية البيت و حرمته و منزلة قريش بين القبائل جميعها. و إذا كان البحث تعرض باستفاضة للشعر الذي قيل قبل ظهور الدعوة و بعد ظهورها في مكة مما يعتبر وثيقة هامة في التاريخ الدعوي و الاجتماعي و الفكري و الأدبي لتلك الحقبة، و ما يمكننا أن نطلق عليه شعر طلائع الدعوة، و بدايتها المبكرة، فإن البحث توقف كذلك عند الشعر الذي قيل بعد هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة و التي مثلت مرحلة جديدة و هامة من مراحل الدعوة، و اكتفى البحث بالاستشهاد ببعض أشعار حسان بن ثابت- رضي الله عنه -لأنه أحد الشعراء المخضرمين حيث وصفه النابغة بأنه أشعر الناس.

و كان لسان الدعوة و فارسها المبرز في حقبتها المدنية. و قد حاول البحث كذلك الوقوف عند المشهد الشعري في مكة في العصر الجاهلي و ذلك من خلال تحليل ذلك الإنتاج الشعري فنيا و محاولة توثيق و ذلك في ضوء العوامل المصاحبة له أو المتوازية معه دينية كانت أو سياسية أو اجتماعية.