نظام الإدارة الإسلامي و دوره في معالجة الفساد الإداري

الملخص AR

الفساد الإداري ظاهرة غريبة و طارئة على النظام الإسلامي، لأنه يتعارض مع الأسس الشرعية التي ترسخت أهدافها لتحقيق مصالح العباد و العدل ودفع الحرج و المشقة، فقد كانت دعوة الأنبياء و المرسلين و من بعدهم من المصلحين على مر الزمان مشروعا كبيرا في مواجهة الفساد و إصلاح المجتمعات و السعي لتنمية الحياة و إشاعة العدل و الخير و الأمن و الاستقرار.

و كان هذا البحث يدور حول مصطلح الفساد و تعريفه في اللغة و الاصطلاح مع بيان لنشأة النظام الإداري الإسلامي، و كذلك بيان لمنهج القرآن الكريم و دوره في معالجة الفساد الإداري مع وضع الحلول المناسبة للتصدي لهذه الظاهرة.

و كذلك تم التطرق الى منهج السنة النبوية في دفع الفساد و بيان أسبابه، مع وضع الضمانات الإدارية الإسلامية في المعالجة، و بين الباحث دور الرقابة الإسلامية مع بيان لأهم وسائل معالجة الفساد الإداري.

و بين الإسلام أن منشأ الفساد هو الإنسان بما كسبت يداه، لذلك أستخدم الوسائل الرادعة التي تأخذ بيده إلى الرشاد.

و اعتمد الإسلام على منظومة الرقابة الداخلية و الخارجية و تفعيل القيم في إصلاح الجهاز الإداري و اختيار أهل الكفاءة الأمناء إذا اتضح إن الإدارة الإسلامية إدارة ناجحة لها نظام متكامل يشمل الحياة في مختلف الجوانب و الاتجاهات.

و بالتالي فإن الإنسان هو محور النشاط و الإدارة، و الاستثمار في الإنسان أفضل من الاستثمار الاقتصادي لأنه أداة الحياة و الاقتصاد، فإذا صلح صلحت الحياة و إذا فسد أفدست الحياة، و كل قيم الأرض.

لذلك يتوجب على الإدارات ما يأتي : ١.

تفعيل القيم الإسلامية و تحصين الفرد من داخله في ظل التوجه التربوي.

٢.

تبصير الموظفين و المواطنين و تنمية فهمهم في إدراك معنى المسؤولية و الحرص على المصالح العامة.

٣.

تدخل اجهزة المراجعة و المحاسبة.

إن موضوعا لفساد الإداري و الأحكام الشرعية المتعلقة به، ليس موضوعا جديدا و لا مبتكرا، فهذا البحث محاولة علمية جادة للملمة بعض ما كسبت عن هذا الموضوع قدر المستطاع، و من ثم عرضه بأسلوب بسيط و نافع.