الدروب و الأغنيات الصامتة : بين صوت الذاكرة و تصميت الحلم

الملخص AR

ليس من الممكن البت في أن ثمة كتابة للذاكرة، فالطابع الإشكالي المتخلق للكتابة، يجعلها تنهل من البعد التأويلي للذاكرة طابعها التسجيلي.

لان الذاكرة تأبى إلا أن تتشكل غيابيا، قبل الكتابة : عبر انقضائها زمنيا، و بعد الكتابة : عبر استعصائها قرائيا، لتستحيل إلى إحدى آليات النص الحضورية كتابيا، الغيابية قرائيا.

لهذا كانت كتابة الذاكرة تستدعي تضعيفا تأويليا مكثفا، ينماز عن تأويل المكتوب غير الذاكراتي، لأن تأويل الذاكرة متحقق قبل دخولها حدود المكتوب، فالكتابة إذن هي ليست للذاكرة، و إنما لتأويل الذاكرة الأمر الذي يستدعي عملية خلق متجددة، مستمرة للذاكرة، و عب إعادة صياغة رؤيتنا للماضي. تتمثل خصوصية نص (الدروب و الأغنيات الصامتة) لعبد الرحمن مجيد الربيعي قيد الرصد، في قلبه هذه المسلمة رأسا على عقب، من خلال قطع ذاك التلاحم الحميمي بين الكتابة و الحلم، ببروز الخصوصية عادة، النصوص المقموعة، الرازحة تحت طائلة السلطة، و عبر وجودها الخلاص في الفرار إلى الماضي، هربا من قول المسكوت عنه صراحة، إذا ما بقيت مرتهنة بحاضرها، لذلك كانت الجوانب الصامتة في النص، هي الجوانب المعبرة عن آيدلوجيته.