أثر الخطاب الشعري للمرأة الأندلسية

الملخص AR

حظيت المرأة في المراحل الأندلسية المختلفة بالرعاية و الاهتمام و ساعد التنوع العرقي و وجود الحريات العامة، كانتشار الثقافة و الرقي الحضاري على ظهور مجموعة كبيرة من الشاعرات و المهتمات بالأدب، فضلا عن طبيعة الشعر الأندلسي الرقيقة الملائمة لطبيعة البلاد، و شيوع العبارات كالأساليب الرقيقة التي قاربت الروح الأنثوية و طغت على مخيلتها و أحاسيسها، فانبرت تقول الشعر معبرة عن مكونات نفسها بحرية قل أن نجد لها نظيرا عند غيرها من نساء العالم آنذاك.

فقد توجهت المرأة الأندلسية في خطابها الشعري إلى فئات مختلفة من مجتمعها جاعلة من الخطاب الشعري وسيلة للتواصل و تحقيق الذات في مجتمع يتفاعل فيه الجنس الذكوري و الأنثوي من اجل إعلاء مكانته و الارتقاء به إلى مصاف الحضارة العالمية التي جمعت حضارة الشرق و الغرب فكانت اللغة ضالتهم إذ تتآزر فيها لغة الرجال مع لغة النساء لما يحتاج مجتمعهم من ذلك التفاعل.

و قد عبرت المرأة الأندلسية عن آرائها بحرية كاملة مخاطبة الملوك و الخلفاء و مؤثرة في دفة الحكم من خلال سلطة خطابها الشعري في مواقف شتى، كما خاطبت الجارية النساء الحرائر بحرية تتيح لها التعبير عن رأيها مدافعة عن نفسها بما يضمن لها سمو ذاتها، و خاطبت المرأة الأندلسية أيضا رجال مجتمعها معبرة عن آرائها بكل صراحة في اختيار الزوج الملائم، مما يثبت مدى تحضر المجتمع الأندلسي و مكانة المرأة فيه و هي التي تمثل نصف المجتمع، و بهذا ترتقي الشعوب و تتحضر إذ تمكنت تلك المرأة من مجاراة الرجل في تفعيل دورها في مجتمعها.