النحو التعليمي : رؤية معاصرة

الملخص AR

اعتاد النحاة المحدثون على أن النحو مشكلة للدارسين على اختلاف ففاتهم، و لكن النهضة اللغوية التي سادت العالم العربي في هذه الحقبة أسفرت عن محاولات عديدة تستهدف حل هذه المشكلة. و اتخذت دراسة النحو في البداية نهجا تقليديا كان أبرز ملامحه المحاولات الحثيثة التي استهدفت تسهيله و تقريبه إلى المبتدئين، و قد ذهب الباحثون مذاهب شتى ; فمنهم من دعا إلى تبسيط المادة النحوية بشرحها و تشذيبها و إعادة عرضنها. و كانت هناك في الوقت نفسه صيحات أخرى تدعو إلى التبسيط باصطناع الأساليب التربوية تعول على المادة التعليمية و المتعلم معا.

و تقتضي منهجية البحث أن توضع تصورات حول الموضوع، و هي تتلخص فيما يأتي : ١ .

أن يتسم منهج التأليف التعليمي بالوضوح سواء أكان على مستوى المادة النحوية أم المنهج المتبع في التأليف. ٢.

الانتفاع بجوانب معينة من علم اللغة الحديث، و لاسيما في الجانب الإحصائي ليتم اختيار القواعد المطلوبة على مدى الشيوع في الاستعمال. و هذا الأمر يستلزم أن يكون هناك متخصصون في علم اللغة، و لاسيما علم اللغة التطبيقي ينتقع المعلمون بأنظارهم في هذا الميدان. ٣.

عدم تبني منهج بعينة يعول عليه في التأليف التعليمي، و يفضل أن يؤلف، الباحثون بين مناهج مختلفة للاستفادة بمزاياها جميعا. ٤ .

اختيار معلمين ذوي خبرة قادرين على تنفيذ المنهج المخصص. ٥.

أن يجري تعليم النحو في ظل نصوص لغوية، على وفق خطة زمنية محكمة، على أن يتم ذلك دون مخالفات عن أصول قواعد النحو المعروفة. ٦.

اختيار ما هو أليق لمتطلبات الاستعمال الحديث. ٧.

العودة إلى المنابع التي استقى منها النحاة أصولهم. ٨.

الإجماع لكل ما ورد أن القرآن الكريم قرئ به. ٩.

إن اللغات على اختلافها حجة. ١٠.

إن كثرة الاستثناءات و تعدد الأحكام في الكلمة الواحدة، يجب أن تقلل ما كان ذلك ممكنا. 11.

و الأهم من هذا كله، أن تكون هناك سلطة منفذة قادرة على وضع ما يتبنى من ملاحظ، أو يوضع من قرارات في المجال نفسه موضع التطبيق الفعلي.