المؤثرات الإسلامية في تشكيل النسيج المعماري لمدينة غدامس (664-1951 م)‎

مقدم أطروحة جامعية

الثني، نور الدين مصطفى

مشرف أطروحة جامعية

باشا، محمد حسن محمد
الزاكي، عمر حاج

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية الآداب

القسم الأكاديمي

قسم التاريخ و الحضارة الإسلامية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

2008

الملخص العربي

اهتم هذا البحث الذي يحمل عنوان (المؤثرات الدينية في تشكيل النسيج المعماري لمدينة غدامس التاريخية) بتعريف سمات العمارة بغدامس من خلال موضع المدينة و موقعها الصحراوي، و ما انعكس على سكانها من تحديات مناخية و طبيعية، مستعرضا عدة عوامل كان لها الأثر الكبير على أسلوب البناء و التعمير، و تلك العوامل دفعت السكان إلى إيجاد تخطيط مدروس و محكم يدفع المدينة إلى النمو دون المساس بالثوابت الفكرية المتمثلة في العقيدة و الوظيفة الأساسية للمدينة المتجسد في التجارة ـ كونها إحدى أهم الواحات الرابطة بين موانئ بعض مدن الشمال الأفريقي و وسط و غرب القارة الأفريقيةـ و ذلك مبنيا على الخلفية التاريخية الحضارية معتمدا على المفاهيم الدينية.

نتج عن ذلك محاولة استغلال الإمكانيات المتاحة من مواد بناء محلية، و استثمار الإمكانيات الاقتصادية، و وضع سياسة عامة للمدينة لتوفير بيئة صحية جاذبة تضمن الاستقرار، مكونة حضارة راقية، و مدرسة عمرانية تستحق الدراسة من جوانبها كافة.

هذا التدرج و من خلال التجارب الطويلة كون فكرا عمرانيا إسلاميا محليا حقق بفعل عدة مقومات هوية معمارية يشار لها بالبنان، و تفهم و معرفة لمعاني الفكر الديني و رموزه و نظرياته.

كل ذلك و على مراحل طويلة أوجد مدينة مثالية بمبانيها الدينية التي تخدم السكان في عباداتهم و تؤثر في سلوكياتهم ، و مباني مدنية اعتمدت على القواعد الشرعية في وجودها ، كانعكاس للفكر الديني على النتاج المعماري للمنتفع .

لقد اعتمدت هذه الدراسة على التحليل تارة و الوصف تارة أخرى لتوضيح الفكرة مستغلة كل وسائل الإيضاح المتاحة من صورة و شكل و خريطة و وثيقة ، كمحاولة لإبراز المصادر التي يمكن الاعتماد عليها.

كما اعتمد الباحث على الزيارات الميدانية لكل مواقع الدراسة، و كذلك الرواية الشفوية من خلال اللقاءات التي أجريت مع بعض المهتمين، و على تجربة الباحث كونه أحد سكان المدينة و يعمل في حقل له علاقة وثيقة بموضوع الدراسة.

وقد اشتملت الدراسة على أربع فصول و ثمان مباحث : الفصل الأول تحت عنوان (العمارة التقليدية الصحراوية في غدامس) و يشمل على مبحثين، الأول تناول بالدراسة أهم العوامل المؤثرة في العمارة التقليدية الصحراوية في غدامس فبين تلك العوامل شارحا كل عامل و أثره على المدينة معتمدا على النتائج العلمية لدراسات سابقة و تحليل ما توفر من معلومات في المجالات المطروحة، و المبحث الثاني : يعرف التخطيط الحضري و العضوي للمدينة الإسلامية مركزا على أسلوب تخطيط مدينة غدامس موضوع الدراسة موضحا دور أربع عوامل يراها الباحث لها دور فاعل في تخطيط المدينة، محللا كل عامل بالأمثلة من واقع المدينة.

و الفصل الثاني تحث عنوان الفكر العمراني الإسلامي بمدينة غدامس التاريخية و يشمل أيضا مبحثين هما : الأول : حول كيفية تجسيد الهوية المحلية و الإسلامية من خلال العمارة التقليدية معرفا المدينة التقليدية (البيئة التقليدية) و كذلك الهوية لغويا و اصطلاحيا، و علاقة العمارة بالهوية مركزا على مقومات تحقيق الهوية من خلال تسع مقومات بأمثلة من المدينة موضوع الدراسة، كما تناول هذا المبحث مسئوليات تحقيق الهوية و دور كل من المشرع و الصانع و المنتفع، أما المبحث الثاني : فتطرق إلى الفكر الديني و كيف يمكن تجسيد معانيه و انعكاساته التميزية الدلالية منها و التركيبية في عمارة مدينة غدامس متناولا فلسفة الترميز و كيفية تطبيقه دلاليا و تركيبيا مستعرضا النظريات الحضرية التي يمكن من خلالها استقراء الترميز التركيبي.

أما الفصل الثالث : المعنون بتأثير المفهوم الديني في النسيج المعماري لمدينة غدامس التاريخية فيشمل مبحثين، الأول حاول تحليل أثر المبنى الديني في الحياة العامة من خلال استعراض أهمية المؤسسات الدينية و تبيين وظائفها مع توضيح ذلك بالجداول، كما تم حصر المؤسسات كافة، و ذكر مسمياتها المحلية لتأريخها و تحديد التقارب بين كل صنف من المؤسسات (جوامع، مساجد، مصليات، مدارس قرآنية، زوايا صوفية).

و في نهاية المبحث تم عرض التأثير الذي انعكس على السكان من خلال وقفهم للأوقاف، و عدد زوايا الطرق الصوفية بالمدينة و دورها العام، و المبحث الثاني أخذ منحى آخر و ذلك بالتركيز على المباني المدنية التي خططت و صممت على قاعدة شرعية، و كيف كانت القيم و التعاليم الدينية المحور الأساس في تشكيل النسيج المعماري للمدينة، مستعرضا دور المجالس في تكوين سلوك يعتمد أساسا على الدين من خلال مواضعها و وظائفها و هيئتها، و كذلك السوق، و طريقة التعامل فيه و موقعه و الميادين و الساحات كفضاءات موزعة على متجاورات المدينة كافة، و المنزل الذي يعد أهم المباني التي يعتمد عليها الساكن في خصوصياته، و كذلك الطرق الخاصة و العامة و كيفية استغلالها، و التطرق إلى الأسلوب المعماري للحماية و الدفاع عن المدينة المتمثل في الأسوار و المداخل، و أهمية المزارع كسلعة للغذاء و وسيلة حماية مناخية و مصدرا لمادة بناء، و الاستفادة من المياه و أساليب توزيعها على المدينة كافة و استغلالها للشرب و الغسيل و الري، كما ركز المبحث على الضاحية الوحيدة للمدينة المتمثلة في قرية سيدي معبد (تونين) كأول دراسة تتم على القرية على ما أعلم بالاعتماد على المصادر الأولية من زيارات ميدانية و رواية شفوية.

و في الفصل الرابع و الأخير تم تقديم استنتاجات و توصيات و مقترحات جوهرها يقوم على أن الدين له الأثر الفاعل في تخطيط مدينة غدامس و تشكيل نسيجها، كما أن للمدينة تأثير على السكان في توجيه سلوكياتهم من خلال احترامهم للتعاليم الدينية المتجسدة في الوحدات المعمارية.

و في الختام إن هذه المحاولة تهدف لتعميم الفائدة المرجوة من الدراسة و استيعاب متطلبات الحفاظ على المدينة الإسلامية بشكل عام و مدينة غدامس ـ موضع الدراسةـ بشكل خاص من أجل الاستفادة من كل ذلك في دراسات مستقبلية أدق و أوفى.

التخصصات الرئيسية

الهندسة المدنية

الموضوعات

• التخطيط الحضري
• العمارة الإسلامية
• غدامس

عدد الصفحات

200

قائمة المحتويات

• APA
• MLA
• AMA

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-335551