الأطماع الروسية و الأمريكية في الصين 1842-1945

الملخص AR

تعد الصين أول دولة أسيوية في الشرق الأقصى تعرضت للاحتلال الأجنبي, بعد أن كانت متبعة سياسة العزلة عن العالم الخارجي, و على الرغم من أن بريطانيا كانت أول القوى الأجنبية التي كسرت عزلة الصين و حصلت على امتيازات واسعة فيها, إلا أن ذلك لم يكن يعني كونها المنفردة في ذلك, فكانت لروسيا أطماع في الصين أيضا, و لاسيما أن هناك علاقات خاصة جمعت بين كل من روسيا و الصين بحكم الجوار الجغرافي, و كون الدولتين في قارة واحدة, فكانت هناك مشكلات الحدود بين الطرفين و اختلاف العادات و التقاليد بينهما, و على الرغم من ذلك نجد أن الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية حاول مد نفوذه الشيوعي إلى قارة آسيا كلها, فكانت الصين أول الدول التي شملها المد الشيوعي السوفيتي, أما الولايات المتحدة الأمريكية, فعلى الرغم من أن دورها السياسي لم يبرز بشكل جلي إلا بعد الحرب العالمية الثانية, فإن ذلك لا ينفي دورها الواضح في الصين منذ إعلان مبدأ سياسة الباب المفتوح عام 1899, و جر الصين إلى جانبها خلال الحرب العلمية الأولى, و من ثم دعمها لحكومة الصين الوطنية خلال عشرينيات القرن العشرين ضد المد الشيوعي و خلال الحرب الباردة.

إن أهمية موضوع (الاطماع الروسية و الأمريكية في الصين 1842-1945), يعود إلى أن هذه المدة تؤلف الجذور التاريخية لمرحلة الحرب الباردة التي شهدها العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية, حتى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1989.

و من خلال دراسة هذا الموضوع, قد تثار مجموعة من التساؤلات منها : 1- ما الظروف السياسية و الدولية التي مكنت كل من روسيا و الولايات المتحدة الامريكية من التغلغل في الصين؟ 2- هل كان عام 1842 نقطة تحول تاريخية و سياسية بالنسبة لتغلغل المصالح الروسية و الأمريكية في الصين؟ 3- ما أثر ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا عام 1917 في الأوضاع السياسية الداخلية في الصين, و كيف أثرت في التعامل الدولي مع الصين؟ 4- هل كانت مرحلة عشرينيات القرن العشرين البداية الفعلية للحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفيتي و الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية في الصين؟