مباحث في طرائق تدريس التربية الإسلامية و أساليب تقويمها

الملخص AR

تعد التربية الإسلامية إحدى أبرز الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها في تربية الشباب تربية خلقية صحيحة، لها من الخصائص ما يجعلها متميزة عن سائر النظريات التربوية الوضعية، فهي كيان عامل و إطار متوازن للعملية التعليمية، في ضوء مرونتها و صلاحيتها، لأن تعيش في كل عصر، و تصح لكل جيل، و تواكب كل نهوض.

لذلك فإن الهدف الاستراتيجي من التربية الإسلامية العربية هو الوصول بالفرد إلى الحال الذي يكون فيه مسلما في الاعتقاد و المشاعر و السلوك، و عربيا في القول و الاتجاه و الآمال متقنا لمهنته و عمله، على وفق الأساليب العصرية خاضعا في جوانب حياته كلها للإسلام.

و طريقة الإسلام في التربية تتناول معالجة شؤون الكائن البشري معالجة شاملة لا تترك منه شيئا، و لا تغفل عن شيء، جسمه و عقله و روحه و حياته المادية و المعنوية و نشاطاته كلها على الأرض.

و تولي المؤسسات التربوية الحديثة التقويم أهمية كبيرة، تبعا لمستجدات كثيرة منها أن بعض جوانب التعليم قد نما دون أن تسبق بتقويم أو اختبار موضوعي للنتائج التي تحققت و بذلك أصبحت الحاجة إلى تقويم مستمر أمر له أهميته بعد توظيف جهود كبيرة و أموال كثيرة تم إنفاقها، و أن التقويم ينبغي أن يؤدي إلى تخطيط أكثر ملائمة للبرامج التربوية في المستقبل.

لذا فالحاجة للتقويم أصبحت أساسية في إصدار الحكم بالنجاح أو الفشل، و هو بهذا المعنى يعد الأداة الواقعية التي يستند إليها المقومون للعملية التعليمية و من ثم اتخاذ قرارات مناسبة بشأن التحسينات التي ينبغي إجراؤها.

و من الممكن توظيف أساليب تقويمية حديثة و تطبيقات عملية في تدريس مادة التربية الإسلامية، إذ ما تزال الكثير من قضاياه النظرية و العملية بحاجة إلى المزيد من الدراسات العملية الكفيلة بتطوير التحصيل معرفيا و وجدانيا و مهاريا في هذه المادة المهمة.

و قد بذلت جهود واضحة من الجهات المسؤولة لتطوير تدريس هذه المادة، فقد واصلت وزرة التربية و التعليم العالي و البحث العلمي تنفيذها للاتجاهات الحديثة في متابعة حسن تدريس التربية الإسلامية و تعليم القرآن الكريم و تقويم مناهجها و أنشطتها و أداء ذوي العلاقة بهما من معلمين و مدرسين.