الدعم الليبي لمصر في حرب حزيران 1967

الملخص AR

مصر و ليبيا دولتان شقيقتان متجاورتان، و لعامل القرب الجغرافي أثره في توثيق و تمتين العلاقة بين الدولتين، و إذ تقع ليبيا إلى الغرب من مصر، مما أدى إلى توثيق أواصر العلاقات السياسية و الاقتصادية و الثقافية بينهما.

تشترك الدولتان بحدود دولية يبلغ طولها (1094) كم، انعكس ذلك على طبيعة العلاقات بين البلدين، فتمثل ليبيا حلقة الاتصال الرئيسة بين مصر و بلدان المغرب العربي، فضلا عن التجانس بين ليبيا و غرب مصر من ناحية الطبيعة في مظاهر السطح و المناخ و النبات الطبيعي.

و ترتبط ليبيا و مصر بروابط تاريخية و ثقافية و سكانية، إذ يرتبط سكان البلدين بصلات القربى، فكان نتيجة الاختلاط بينهما، أن أصبح سكان غرب الدلتا و الصحراء الغربية المصرية لا يختلفون عن سكان ليبيا نفسها، فساعدت هجرات القبائل العربية لكل من مصر و ليبيا بتوحد الإقليمين.

إن العلاقات المصرية الليبية ليست علاقات عابرة تفرضها الجغرافية بين بلدين تلاقيا على حدود مشتركة، و وصل بينهما الحوار الجغرافي، و لا حتى بين شعبين ازدهرت بينهما على مر العصور علاقات تجارية و تصاهر و نسب، إن ما بين مصر و ليبيا مزيج من الجغرافية المكانية و البشرية، إنه تاريخ حي لا يموت، و إنما هو الماضي المشترك، و الإمكانيات المتكاملة.

و من ثم فإن أبرز مراحل الالتقاء بين الشعبين المصري و الليبي في العصر الحديث حالة من التذمر على أثر الاحتلال الإيطالي لليبيا، إذ تدفق المتطوعون المصريون للقتال في صفوف المجاهدين الليبيين و تحول الأمر أيضا من فكرة المقاومة إلى فكرة الاستقلال من الاحتلال.

فكان لمصر دور كبير في مؤازرة الشعب الليبي في كفاحه ضد الاحتلال الإيطالي، و كانت مصر من أسبق الدول التي أقبلت على نجدة المجاهدين في ليبيا، و جمع التبرعات، و على الرغم من الحصار الشديد على حدود مصر.

كما أدت مصر دورا بارزا في جميع المحافل الدولية، إذ تبنت مصر القضية الليبية في المحافل الإقليمية و الدولية و المطالبة باستقلالها حتى نالت ليبيا الاستقلال كدولة موحدة عام 1951 و استمر التلاحم و العطاء بين الشعبين.

فقد تناول البحث دراسة الدعم الليبي لمصر في حرب حزيران 1967، إذ تمثل الموقف الليبي الرسمي و الشعبي في مساندة مصر حكومة و شعبا.

إذ عدت نكسة حزيران من أخطر الأحداث العربية و الدولية التي شكلت تاريخ الوطن العربي.