منهج السنة النبوية في تكوين الشخصية الإنسانية

الملخص AR

إن نظرة السنة النبوية إلى الإنسان تعطى تصورا واضحا عن حقيقة هذا الإنسان و أمل خلقه، و الغاية من هذا الخلق، ثم مآله و مصيره، فالإنسان لم يأت للحياة صدفة، و ليس في وجود ذاته أدنى إرادة، و لا ظهر نتيجة نطور الحياة و ارتقاء الأحياء، و إنما بدأ الحق نبارك و تعالى خلق الإنسان متمثلا في أبينا آدم علية الصلاة و السلام من طين و خلق منه زوجه، ثم جعل نسلهما من ماء مهين.

و يعد الإنسان من أكثر الكائنات المخلوقة تعقيدا، هذا الكائن الذي شغل تفكير العلماء من مختلف الاختصاصات لدراسته، فهو الذي ميزه الله عن المخلوقات الأخرى باستخلافه في الأرض، و جعل الملائكة يسجدون له إكراما و تقديرا، و اهتم به الفلاسفة و الحكماء و العلماء و الباحثون عبر العصور و سيبقى لغزا و محورا لتفكير الإنسان إلى أن تقوم الساعة، و الإنسان كائن كغيره من المخلوقات الأخرى، خلقه الله و ركب فيه من القدرات و الطاقات و الاستعدادات ما لا يعرف حقيقتها إلا الله فالإنسان مخلوق مكرم مفضل على غيره من المخلوقات، و هو محور الحركة و الحيوية و النشاط في الأرض المستخلف فيها من الله، و التي سخرها و ما يحيط بها من وجود لمصلحته.