الإعلام الفضائي الموجه و تأثيره في الاختراق الثقافي في الوطن العربي : دراسة مقارنة بين عينة من طلاب جامعة أم درمان الإسلامية و جامعة عجمان للعلوم و التكنولوجيا في الفترة من 2009 م إلى 2012 م

مقدم أطروحة جامعية

سعيد محمد حامد

مشرف أطروحة جامعية

محمد، معتصم بابكر مصطفى

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية الإعلام

القسم الأكاديمي

قسم الإذاعة و التلفاز

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

دكتوراه

تاريخ الدرجة العلمية

2012

الملخص العربي

أشارت الكثير من الدراسات الإعلامية إلى أن العالم شهد في الفترة الأخيرة انتشارا سريعا لأنظمة الاتصالات الفضائية خاصة قنوات البث المباشر التي استطاعت خلال فترة قصيرة أن تغزو المجتمعات الإنسانية و تصنع لنفسها مكانا بارزا بين وسائل الاتصال الجماهيري الأخرى.

إن غزو الفضاء و استغلاله اتصاليا و إعلاميا، يعد منعرجا هاما في تاريخ ما اصطلح على تسميته بالثورة الاتصالية، في مجتمع ما بعد المرحلة الصناعية، و هو منعرج نتج عنه تدعيم لمركزية التلفزيون التي تفرض عن طريق الصورة، ورؤيتها لما يطرأ من أحداث على المستوى الكوني، فإشارة التلفزيون المبثوثة عبر الأقمار الصناعية تستقبل في المنازل دون الحاجة إلى وسيط بسبب ما حققته تقنيات الاتصال من تقدم بلغت به وسيلة الاتصال قمة التطور، و أصبحت تشكل أهم المصادر التي يحصل من خلالها الشباب على معلوماتهم و معارفهم و قد أيقنت العديد من الدول العربية ضرورة التواجد الإعلامي على الساحة الفضائية للتصدي للغزو الثقافي القادم عبر الفضائيات الموجهة.

وبادرت العديد من الدول ببث قنوات فضائية خاصة بها، و أصبح لكل دولة عربية و أجنبية تقريبا قناة فضائية بل أكثر من قناة، مما نتج عنه وجود العديد من القنوات الفضائية العربية و الأجنبية و أصبح المشاهد أمام العديد من القنوات الفضائية التي تتميز بخصائص انفردت بها من أهمها إمكانية متابعة الأحداث في أماكن وأوقات حدوثها بالإضافة إلى الحرية الكاملة في تقديم المضامين المختلفة بما تحمله من إثارة و جرأة.

و جاءت هذه القنوات لتحرر الجماهير من اعتمادهم على الوسائل التقليدية التي تدار بواسطة مؤسسات ذات صبغة رسمية تسيطر على محتوى المادة المقدمة وفقا لسياسة المؤسسة الإعلامية التي تعمل في إطارها. و لكن هذه الحرية في تناول الموضوعات في تلك القنوات الفضائية العربية و الأجنبية التي قد تصل إلى حد الإباحية من قبل بعض القنوات تثير عدة تساؤلات عديدة عن مدى تأثير التعرض لهذه الوسيلة على سلوكيات و اتجاهات شرائح مختلفة من المجتمع و خاصة الشباب الذي يمثل قطاعا كبيرا من المجتمع العربي و تسعى هذه الدراسة إلى معرفة (الإعلام الفضائي الموجه ودوره في الاختراق الثقافي من الوطن العربي)، و التي تبحث عن معرفة علاقة طلاب الجامعات في جمهورية السودان و دولة الإمارات العربية المتحدة بالقنوات الفضائية و كذلك التأثيرات المخصصة من هذا التعرض.

و اشتملت هذه الدراسة على ثلاثة فصول بالإضافة إلى الإطار المنهجي للبحث. و يشتمل على مقدمة و مشكلة الدراسة و أهميتها، و أهدافها، و تساؤلاتها، التعريفات الإجرائية لمفاهيم ومصطلحات الدراسة، و الدراسات السابقة، و نوع الدراسة، و منهجها، و وسائل و أدوات جمع البيانات، و الإطار الزمانى و المكانى، و تبويب الدراسة. و تأتى بقية الفصول بالترتيب الأتي : خصص الفصل الأول: الأعلام الفضائي: تناول المبحث الأول الأعلام الفضائي الماهية و النشأة والتطور و المبحث الثاني فقد تناول الأعلام الفضائي العربي الواقع و التحديات أما المبحث الثالث فقد تناول إيجابيات و سلبيات الأعلام الفضائي. الفصل الثاني : الاختراق الثقافي : تناول المبحث الأول مفهوم و ماهية الاختراق الثقافي و المبحث الثاني أشكال وأساليب و وسائل الاختراق الثقافي أما المبحث الثالث فقد تناول العلاقة بين الإعلام الفضائي و الاختراق الثقافي. الفصل الثالث: الدراسة الميدانية : تناول هذا الفصل الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية و مجتمع الدراسة و العينة و مبررات اختيار العينة، و تصميم صحيفة الاستقصاء، و الأساليب الإحصائية، و اختبار الفروض و تم مناقشة نتائج الدراسة الميدانية و تحليل هذه النتائج كما تضمن الفصل تحليل المضمون لعينة البرامج الأكثر مشاهدة لفئة الشباب. و قد خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج و التوصيات : 1.

أسفرت نتائج الدراسة عن مظاهر متعددة لآثار الفضائيات الأجنبية على المستوى الاجتماعي سواء كانت إيجابية، تبرز من خلال القنوات الفضائية الأجنبية كوسيلة فعالة في توفير فرص الانتقاء و الاختيار أمام جمهور المشاهدين والمتلقين لرسائلها ومضامينها وفي العمل على الانفتاح على التكنولوجيا المعاصرة إيجابية كانت أم سلبية تتشكل في خلق أنواع الاضطرابات الاجتماعية، و استخدام الاستقرار في العلاقات الاجتماعية بالتركيز على النزوع نحو الفردانية و قتل الإحساس بالجماعة وخلق ورح السلبية والجنوح للاستسلام لدى المشاهد، كما تظهر في محاولات السعي إلى تغيير القيم الاجتماعية بانتقال القيم الغربية، وذلك عن طريق زعزعة القيم الأخلاقية و الدينية عند الأطفال والشباب و إثارة الشعور بالانبهار بالغرب، والتشجيع على نشر العنف والجريمة من خلال التركيز على أفلام العنف والجريمة والجنس. 2.

ترى نسبة كبيرة من أفراد عينة الدراسة أن القنوات الفضائية الأجنبية لها سلبيات تعمل على تزايد العمل على إشاعة ثقافة الاستهلاك، وتكريس وترسيخ ثقافة الاختراق الثقافي والنزوع نحو الفضاء وعمل التنوع الثقافي. 3.

أكدت الدراسة أن عملية الاختراق لا تتم دفعة واحدة وبشكل مباشر فهي تهيئ الجو أولاً ثم تبدأ تدريجياً وبشكل غير مباشر من خلال فئة الشكل و المضمون. 4.

بالنسبة لعادات المشاهدة قد تبن أن أغلب أفراد العينة يشاهدون الفضائيات الأجنبية منذ مدة طويلة وأن أهم الأسباب الدافعة لمشاهدتها ضعف برامج الفضائيات العربية تقنياً وفنياً. 5.

أظهرت نتائج الدراسة الآثار الاجتماعية – و مستوياتها و مداها التي تركتها برامج الفضائيات الأجنبية على جمهورها من الشباب الجامعي، قد تبين من إجابات أفراد العينة أن نظرتهم للعادات والتقاليد الغربية مازلت سليمة ولم تتأثر إلا في حالات قليلة جداً، ويعتقد أغلب أفراد العينة أن عاداتنا وتقاليدنا أحسن من العادات والتقاليد الغربية بنسبة (67.52%) بحكم استخدامها للدين الإسلامي. 6.

توصلت الدراسة أن مصطلح (الاختراق الإعلامي) ليس بالمصطلح الجديد الذي يحمل دلالات جديدة أو أطروحات مغايرة لما طرحته مصطلحات سابقة علمية و منها الغزو الثقافي و الاختراق الإعلامي و الصبغة الفكرية و الاستعمار الثقافي و الاغتراب الفكري والإحلال الثقافي وغيرها من المصطلحات التي تشير إلى حالة من التفاعل أو الصراع بين ثقافة الأنا وثقافة الآخر أو بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب أو بين ثقافة الشمال وثقافة الجنوب و غيرها. 7.

أوضحت الدراسة الفرق بين الاختراق الإعلامي وبين مصطلح آخر هو "الانتشار الإعلامي" فالاختراق الإعلامي قد يعني في أحد معانيه: التوجيه المقصود للمنتج الإعلامي إلى جماعة بشرية تختلف عن جماعة المنتج، وتتمثل في الفضائيات الموجهة وشبيهاتها، أما الانتشار الإعلامي قد يكون مرادفا لمصطلح " الجاذبية الإعلامية " الذي يعني انجذاب أبناء جماعة معينة بمحض اختيارهم إلى برامج إعلامية أجنبية المصدر دون أن تكون هذه البرامج موجهة لهم بطريق مقصود أو غير مقصود. أما توصيات الدراسة و اقتراحاتها فتضمنت عدة نقاط منها: - ضرورة الاهتمام بالإبداع التقني و الإعداد البرامجي وإتباع أساليب جديدة في القنوات الفضائية العربية بحيث تخرج عن الشكل التقليدي و الإستنساخ للفضائيات الأجنبية و الاتجاه لرسم صورة منصفة عن البلاد العربية لدى الغرب.

- إنشاء قنوات متخصصة للثقافة السياسية موجهة للشباب العربي في وقت تتزاحم فيه الرؤى والأفكار حتى لا تغلب الوظيفة الترفيهية للقنوات الفضائية على باقي الوظائف التنموية. - أهمية إتاحة المزيد من الحرية والجرأة في تناول الموضوعات في القنوات الفضائية العربية حتى تكون أداة جذب للمشاهد العربي و حتى لا يصبح هدف سالب للإعلام الأجنبي في الوقت الذي أصبح فيه من الصعوبة بمكان إخفاء بعض الحقيقة بعض الوقت. - الاهتمام بإعداد الكادر الإعلامي العربي المؤهل مهنياً وفكرياً والمؤمن بقيم وهوية المتلقي العربي و قادر على تحويل الإعلام العربي من نمطيته إلى قالب عصري يواكب الإعلام العالمي.

التخصصات الرئيسية

الإعلام و الاتصال

الموضوعات

• الإعلام
• العالم العربي
• القنوات الفضائية
• الجوانب الثقافية

عدد الصفحات

272

قائمة المحتويات

• APA
• MLA
• AMA

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-337575