تقنية مستحدثة في السيطرة و التشغيل لمنظومة سقي حديثة لاستغلال مياه البزل العراقية بواسطة السيطرة المنطقية المبرمجة و باستخدام الطاقة المتجددة

الملخص AR

يقدم هذا البحث تقنية مستحدثة تستخدم لأول مرة في العراق و في المنطقة، إذ يمثل محاولة لاستغلال مياه البزل العراقية التي تذهب هباء رغم إن أغلبها صالحة للسقي لا سيما و إن تربة البلد بحاجة لكل قطرة ماء، و باستخدام السيطرة الكهربائية الذكية و بالاعتماد على الطاقة المتجددة كمصدر بديل في تشغيل منظومة السقي.

إذ تم تصميم و تنفيذ و برمجة منظومة سيطرة منطقية مبرمجة (PLC) للسيطرة على عملية السقي و تحديد مدى صلاحية مياه البزل المعني في عملية السقي من خلال نصب متحسسات ملحية (Salinity Sensors) مغموسة في مياه البزل لتحديد نسبة الملوحة PPM (الجزء في المليون- Million Part Per) و التي بدورها تقوم بالتغذية المرتدة بالمعلومات المطلوبة عن نسبة الملوحة تلك إلى منظومة السيطرة المنطقية المبرمجة و التي بدورها و استنادا إلى تلك المعطيات تقوم بإعطاء الإيعاز التنفيذي بالعمل أو بالتوقف لمحطة سحب الماء و ضخه من البزل أو التحول إلى مصدر الماء البديل الثاني (مياه البئر) في حالة عدم مطابقة نسبة الملوحة (ارتفاعها) عن النسبة المقبولة في مياه السقي أو في حالة عدم توفر المياه الكافية للسقي أو انقطاعها كما يحصل في أغلب المزارع العراقية في بعض الأشهر من موسم الصيف بسبب شحة المياه في نهري دجلة و الفرات بسبب الجفاف و السياسة المائية لدول الجوار العراقي.

المنظومة أعلاه و نظرا لاحتمالية نصبها في أماكن نائية بعيدة عن مصادر الطاقة الكهربائية الوطنية فقد تم الاعتماد على الطاقة المتجددة (الشمسية) في تشغيل منظومة السيطرة و المضخات و صمامات التحكم الكهرومغناطيسية.

تم تنفيذ المشروع و تطبيقه على أحد البزول الواقعة في مدينة بابل و في مدينة المسيب كنموذج و كانت النتائج مشجعة جدا و مبشرة اذ تبين مدى إمكانية استغلال مياه ذلك البزل و صلاحيتها لأغلب أيام السنة و لمحاصيل حقلية متعددة في حين كانت مياه هذا البزل و غيره من المبازل في عموم مناطق العراق تذهب سدى.

بين هذا المشروع البحثي كذلك و لأول مرة في العراق في مثل هكذا تطبيق و تنفيذ إضافة إلى التصميم و البرمجة الخاصة عن مدى و جدوى إمكانية المزاوجة بين منظومات السيطرة الحديثة جدا (PLC) و منظومات السقي الحديثة كمنظومات الرش و الري بالتنقيط في إمكانية تقليل الهدر المائي و كذلك استخدام الطاقة البديلة المتجددة و النظيفة كالطاقة الشمسية في تشغيل منظومات السقي مما يفتح المجال لاستغلال و إحياء الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية المتروكة بسبب شحة مصادر المياه و بعدها عن مصادر الكهرباء.