العلاقات التركية-الإسرائيلية : آفاق التقارب و نقاط الخلاف

الملخص AR

يعود تاريخ العلاقات التركية-الإسرائيلية إلى العام 1949 حيث قامت تركيا بالاعتراف بهذا الكيان بعد سنة من قيامه، و كان ظهور إسرائيل آنذاك بسبب الدعم الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا، و دخلت تركيا حليفا لهذا المحور الغربي بسبب التهديد السوفيتي لتركيا و عدت آنذاك شريكا إقليميا حتميا لإسرائيل إذ وضعت تركيا بنظرها أن إسرائيل لديها تأثير داخل النظام السياسي الأمريكي، و هذا المحور يمكن أن تستغله في تدعيم نفوذها الإقليمي.

و تطورت العلاقات التركية- الإسرائيلية على حساب العلاقات التركية-العربية، فقد كانت المواقف التركية تحسب دائما لحساب إسرائيل و خير مثال على ذلك العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، و حرب حزيران في العام 1967.

و بعد المتغيرات العالمية التي حدثت في أوائل التسعينيات من القرن الماضي و المتمثلة بانهيار الاتحاد السوفيتي و تزعم الولايات المتحدة الأمريكية للنظام العالمي الجديد، نرى ان العلاقات التركية الإسرائيلية و صلت إلى قمة تميزها عسكريا و اقتصاديا و سياسيا و نرى ذلك باتفاقية التحالف الاستراتيجي في العام 1996، و التي بنيت على أساسها علاقات متينة لا تستطيع كلا الدولتين التنصل من التزاماتهما تجاه احدهما الآخر، و لكن بعد مجئ حزب العدالة و التنمية ذو التوجه الإسلامي في العام 2002، بدأت الحكومة التركية بإقامة نوع من التوازن في علاقاتها بالعرب من جانب و علاقاتها مع إسرائيل من جانب آخر انطلاقا من توجهاتها الجديدة نحو المنطقة العربية و ضرورة أن يكون لها دورا فاعلا في القضايا العربية و الصراع العربي-الإسرائيلي، فقد امتاز الخطاب السياسي التركي تجاه إسرائيل بتصاعد حدته بعد قيامها بالعدوان على الشعب الفلسطيني في مواطن عدة، منها العدوان على قطاع غزة في العام 2008 و اعتدائها على أسطول الحرية التركي لكسر الحصار على قطاع غزة في حزيران من العام 2010، و منذ ذلك الحين نرى أن العلاقات التركية-الإسرائيلية شابها التوتر و الفتور.