المخطط الأمريكي-الإسرائيلي في العراق و المنطقة العربية : الواقع و التداعيات

الملخص AR

لم يأت الاحتلال الأمريكي للعراق من دون مقدمات، و لم يكن الجانب الأمريكي يعمل لوحده في المنطقة، فقد كان التنسيق الأمريكي الإسرائيلي قائما على الدوام، و منطلقا للكثير من التدخلات في المنطقة العربية كلها.

و جاءت الفرصة السانحة للإسرائيليين عندما استطاعوا تعزيز المشروع الأميركي لاحتلال العراق، مع مطلع القرن الحادي و العشرين، ابتداء من التخطيط و مروا بالتنفيذ وصولا إلى قطف الثمار.

و أيا كانت الوقائع أو التحليلات مع الحقيقة أو بعيدا عنها فإن المنطق السليم يؤكد بما لا يقبل الشك على وجود تعاون إسرائيلي في أكثر من مجال لدعم الاحتلال الأميركي للعراق، و بالمقابل هناك دعم للدور الإسرائيلي و تسهيلات قدمت للتغلغل الصهيوني في العراق سواء كان من الجانب الأميركي أم من جانب آخر.

و إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط بعلاقات تحالف استراتيجي مع إسرائيل تمتد إلى أعوام الثمانينات من القرن الماضي فان واقع العلاقة بين الطرفين يشير إلى أن المصلحة الإسرائيلية كانت موجودة في المغامرة الأميركية التي استهدفت العراق و المنطقة العربية كلها.

و في هذه الدراسة محاولة لسبر غور التعاون الأمريكي الإسرائيلي في عملية التمهيد لغزو العراق، و من ثم احتلاله، على وفق فرضية ترى أن التعاون بين الجانبين وصل حدوده القصوى، و إن الجانب الصهيوني استفاد من احتلال العراق أكثر مما استفاد الجانب الأمريكي.