إدارة التنازع السياسي : دراسة تأصيلية مقارنة

مقدم أطروحة جامعية

عثمان، الأمين محمود محمد

مشرف أطروحة جامعية

السيد، خالد سر الختم

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

معهد بحوث و دراسات العالم الإسلامي

القسم الأكاديمي

قسم الدراسات النظرية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

دكتوراه

تاريخ الدرجة العلمية

2009

الملخص العربي

هذه دراسة تأصيلية مقارنة في إدارة التنازع السياسي محطة عالمنا الإسلامي.

فإذا كان التنازع هو المظهر و الأسلوب المعبر بها في تجاذب الخصوم للمصالح و المنافع لاستحواذها، فإنه يصبح عندئذ عسيرا تحديد و حصر كل أسبابها و مظاهرها، و أعسر من ذلك معرفة أنواعها و معايرة تأثيراتها من حيث الشدة أو الخفوت، فمعيار الشدة هنا نسبي و لا يحدده الا قدرات تحمل متآلفات المصالح. يقصد بالنزاعات السياسية تلك التي تتعلق باستحواذ السلطة، الا أن هذا المفهوم يعتبر اصطلاحيا لأن كل النزاعات الجمعية سياسية لأنها تحتاج إلى تدابير للاستقطاب، و تتحدد لها الأهداف، و تخير لها الوسائل، فهي حشد قوى و توظيفات إرادات.

و من اجل ذلك يرى في النزاعات الأهلية و الطائفية و النقابية و في تنازع المؤسسات للقوة، و لنزاعات الفكر و المعتقد و الرؤى نزاعات سياسية بالمعنى الأشمل للنزاع السياسي.

تم تقسيم النزاعات السياسية في هذا البحث إلى نزاعات داخلية ونزاعات خارجية.

و الدافع من هذا التقسيم هو اختلاف في منهج معالجة نزاع سياسي بين مسلمين و نزاع آخر احد طرفيه غير مسلم.

شملت أسئلة البحث الآتي : • لماذا يحدث التنازع ؟ و كيف يمكن وصف نزاع ما بأنه سياسي ؟ • ما هي آثار النزاعات على الاجتماع البشري ؟ و كيف أعاقت النزاعات السياسية مسيرة الأمة الإسلامية ؟ • ما هي مؤججات النزاع السياسي في العالم الإسلامي ؟ و كيف يمكن حل النزاعات و إحلال السلام ؟ و ما هي قيم الأمة المكنوزة لتوظيفها في حل النزاعات ؟ و ما هو الموقف المبدئي من الاستفادة من التجارب الإنسانية لحل أزمة انتقال و تداول السلطة ؟ • ما هي سبل توحيد الأمة لبرهنة انتفاء نزاعاتها السياسية ؟ و هل في الإمكان توظيف حاجة العالم للإسلام كأداة من أدوات حل النزاعات السياسية بين المسلمين ؟ • كيف يمكننا تجاوز النزاعات المنقولة مثل نزاع طبيعة الدولة و علاقتها بالدين ؟ قامت فرضيات هذا البحث على أن الإنسان المستخلف في الأرض لأعمارها ؛ ذي قيمة عند موجده المنزه من العبث في خلقه له.

و طالما أن النزاعات مفضية إلى الإضرار بالإنسان و معطلة لدوره في عمارة الأرض، فان للخالق دور في رسم معالم حفظ مصلحة الوجود و الإعمار.

و عليه فان قيم الأديان السماوية تحتوي علي تدابير تدرأ و تقي من النزاع و أخرى ترشد إلى حلها.

و اسمينا تلك التدابير كلها بمحددات الدين في السياسة.

و لان بناء الحضارة الإنسانية تقويم على التجريب و الإبداع فان فروض حل النزاعات السياسية لم تستبعد الاستفادة من تجارب أمم حلت معضلة التداول السلمي للسلطة.

تشكل النزاعات ذات الطبيعة الجمعية الاستقطابية تحديا لاستقرار أنظمة الحكم و ألفة المجتمعات الأهلية، خاصة في دول العالم الثالث التي تشهد نزاعات مستمرة و نزاعات حول السلطة مذكاة بعدة مؤججات و تأخذ مظاهر فاجعة تستنزف الطاقات البشرية و الموارد المالية و تخلف و راءها الجهل و المرض و الفقر كحواضن للاضطرابين السياسي و الاجتماعي المستمرين إن دولة الرفاهية في الغرب قد أشبعت حاجيات شعوبها في الأمن و الاستقرار، إلا أن هذه الحاجيات غير مشبعة في دول العالم الثالث و منها الدول الإسلامية.

و من هذه النقطة تأتي أهمية تعديل الاهتمام العام لفروع علم الإدارة العامة في دول العالم الثالث لإيلاء الأهمية القصوى لدراسات علم إدارة التنازع ، و النظر إلى الدولة كمنشأة تنتج سلعة السلام وتكبت بتدابيرها غلو الأيديولوجيات التي تسوق أطراف النزاعات إلى الاعتقاد بأن (خسارتك مكسب لي) ! لأن التنازع بهذا المظهر لا يهدد المستقبل فقط ؛ و إنما يدمر العمران المادي و النفسي المشبع بقيم روحية.

التنازع عامة، اجتذاب للمصالح و المنافع.

و تنشأ النزاعات السياسية داخل كيان الدولة لطبيعة تداخل علاقات الدولة، بين الأركان المكونة لها، و بين سلطاتها، و للتوظيفات الدينية و الأخلاقية.

و لكن السبيل الوحيد للحد من النزاعات هو الالتزام بالمحدد الموضوعي القابل للانصياع و الطاعة، المحقق للعدالة للكافة، و من دون تصميم القوانين لحماية مصالح المتغلب فقط ! حدد البحث الملامح الهادية لإدارة المنازعات السياسية في العالم الإسلامي عن طريق الإصلاح الذاتي التلقائي المنبعث لتوبة رشيدة، أو الاحتكام إلى القضاء الدستوري، أو بتحكيم الشعب للتقرير لذاته بإرادته الحرة.

و لكن تراتيب حل التنازع تتطلب تغييرا لمفاهيم عديدة سائدة ما تزال تقعد نمو الدولة الإسلامية المعاصرة وتحول دون انطلاقتها لحل أزمات تداول السلطة سلميا، وتحديد مصدر السلطان الأعلى في الدولة، و حدود طاعة الإمام وحقه و واجبه ..

فالأمة تحتاج إلى ترسيخ المعرفة بمحتوى (الحكم بما أنزل الله) وجعلها ثقافة عامة تحشد المعاني و القيم الإسلامية في الحكم الراشدي.

حوى البحث على توصيفات غير تقليدية في حل النزاعات الداخلية و الخارجية بإشعار الأمة بدورها في استنقاذ الحضارة الإنسانية المهددة اليوم، و للمدافعة بصف متحد من حملات العداء المصبوبة من الخارج بسبب الجهل بالإسلام.

خلصت الدراسة إلى أن إدارة التنازع السياسي في ذاته تدبير سياسي و من ثم يصعب حصره و عده.

فنجاته متوقف على تخير المعالجة المتناسبة مع خصوصية النزاع.

فمواءمة الحل تتوقف على عدة أسس و متغيرات تختص بالمصلحة المتنازعة، و بمظهر النزاع، و على وعي أطراف النزاع، و على قوة تأثير الوسطاء عليهم .

.

.

الخ.

يستخلص الباحث أربعة مناهج لمعالجة النزاعات السياسية الداخلية و الخارجية هي : - 1.

منهج تجاوز النزاع السياسي بالإرادة الذاتية للمتنازعين المنبثق من نمو وعيهما و من إدراكهما و توبتهما فيتجاوزان بذلك النزاع و يتوافقان.

2.

منهج الاحتكام إلى القضاء الدستوري أو الإداري أو المحتسب، و يتوقف نجاحه على العدل و على ترسيخ القناعة بوجوده.

3.

منهج إيالة فصل التنازع السياسي إلى الأمة، و هذا منهج صالح في النظم الشورية و الديموقراطية التي تقر بالحاكمية للشعب.

و يتم الفصل بإرادة الشعب عبر الانتخابات الحرة و النزيهة و بالاستفتاء. 4.

منهج مدافعة العدوان الخارجي على الأمة بالجهاد. و لكن هذه المناهج تحتاج إلى الإسناد والتعزيز بتدابير يتخذها الشعب والسلطة على السواء وتشمل مسائل إجرائية و هيكلية و أخرى مفاهيمية.

نذكر أهمها : - 1.

النظرة المتكاملة لقضايا النزاعات فهما و تحليلا و حشدا لمعينات بلوغ الحلول.

2.

الاعتناء بالمسلمات فالوقاية من النزاع خير من معالجتها، وهي ممكنة عند الالتزام بمحددات الدين و التحلي بمكارم الأخلاق .

و لا بد من التوافق على مرجعية تحاكم (مقدس) عند الطرفين، و ضرورة تكامل دوري المجتمع و الدولة، وتوفير العدل و الوفاء بالعهود و المواثيق.

3.

الإصلاح فريضة و تحتاج إلى آليات نفاذ فعلى المجتمع والدولة توفير ما يتم واجبات إصلاح ذات البين بها .

4.

تغيير المفاهيم حول السلطة و اعتبارها وسيلة لخدمة مصالح الأمة لا غاية.

و ضرورة جعل الدولة دولة قانون و يتم تداول السلطة فيها سلميا.

5.

تغيير مفهوم طاعة الأمير فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وبعث القيم الهادية للسلام و للألفة الاجتماعية، و استنهاض طاقات الأمة و منها توحدها لاستنقاذ الحضارة الإنسانية.

6.

في علاقات الدولة الإسلامية الخارجية فان السلم هو الأصل، و الأمة تتناصر و تتوالى وتتقيد بمحددات الإسلام الناظمة للجهاد في سبيل الله.

أوصت الدراسة بتوظيف علم الإدارة العامة لإشباع حاجيات الأمة من السلام بمعالجة نزاعاتها، و رأت تخصيص نزاع دارفور ونزاع جنوب السودان بالدراسة ، كما أوصلت بإجراء تقويم إداري للدولة العلمانية التي ظلت تحكم أقطار العالم الإسلامي بعد الاستقلال.

و تشير إلى بحث جوانب التقاء الحضارة الإسلامية و هي ذات طابع عالمي مع العولمة وتوظيف الانفتاح الذي حدث بفضل العولمة للتعريف بالإسلام كوسيلة من وسائل إدارة النزاع السياسي الخارجي المستند إلى معاداة الإسلام بسبب الجهل به و كأداة من أدوات الجهاد.

التخصصات الرئيسية

العلوم السياسية

الموضوعات

عدد الصفحات

396

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة العامة.

الباب الأول : مفاهيم حول الإدارة العامة و إدارة التنازع السياسي.

الباب الثاني : نزاعات في حاضر العالم الإسلامي.

الباب الثالث : ملامح التراتيب اللازمة لإدارة النزاعات السياسية.

الخاتمة، توصيات البحث.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

عثمان، الأمين محمود محمد. (2009). إدارة التنازع السياسي : دراسة تأصيلية مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-341652

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

عثمان، الأمين محمود محمد. إدارة التنازع السياسي : دراسة تأصيلية مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية. (2009).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-341652

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

عثمان، الأمين محمود محمد. (2009). إدارة التنازع السياسي : دراسة تأصيلية مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-341652

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-341652