المرويات الحضارية في تاريخ الطبري للفترة مابين (247-302ه 861-914م)‎

الملخص AR

إن دراسة التاريخ الإسلامي تنطوي على أهمية كبيرة، و لها خصوصية معينة، و تأتي هذه الأهمية من خلال دراسة الإرث الحضاري للمسلمين و للدولة الإسلامية التي أصبحت في فترة من الفترات مترامية الأطراف من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب و لذا فإن الاهتمام بهذا المجال يأتي من خلال التوقف عند أبرز تلك الجوانب التي خلفتها لنا دولة من الدول أو كيان سياسي أو أسرة معينة أسست إمارة من الإمارات أو عهد من العهود لأن قيمة تلك الحقبة الزمنية من تأريخنا الإسلامي لا تأتي فقط من خلال نظام الحكم الذي حكمها، و إنما تتأتي من خلال قيمة المنجزات الحضارية التي خلقتها و التي كانت امتداد للفترة التي سيئتها و التي ستأتي من بعدها، لأن تأريخ آية أمة من الأمم لا يندثر إن كان هناك أثر حضاري لها.

و هذا ما سوف يتناوله موضوع بحثا المتواضع عن (الجوانب و المرويات الحضارية في كتاب تاريخ الرسل و الملوك لمؤلفه الطبري "ت 310 هـ" للفترة ما بين "24302" هـ / 861-914 م) و سوف تكون محاك عدة جوانب في الموضوع أبرزها ؛ الجانب الإداري و يدخل ضمن الفصل الأول، أما الفصل الثاني فسوف يشتمل على الجانب الاقتصادي و الاجتماعي و الفكري و العمراني مع احتواء تلك الفصول على بعض الجوانب الفرعية المختلفة.

و قد اعتمد الباحث على مجموعة مصادر أهمها فضلا عن الطبري، ابن الطقطقي صاحب كتاب الفخري في الآداب السلطانية، الماوردي صاحب كتاب الأحكام السلطانية، الصابئي صاحب كتاب الوزراء، و من المراجع المهمة في هذا المجال كتاب النظم الإسلامية لمؤلفه عبد العزيز الدوري، و كتاب دراسات في النظم العربية الإسلامية لمؤلفه توفيق سلطان اليوزبكي و غير ذلك من المصادر و المراجع ذات الصلة بالموضوع.