الفتح و التوسع السلجوقي في آسيا الصغرى في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي

الملخص AR

كان السلاجقة إحدى القوى المحاربة التي برزت على مسرح الأحداث في الدولة الإسلامية و التاريخ الإسلامي، و ذلك في أعقاب الضعف و الانهيار الذي ساد الدولة العباسية تحت سيطرة بني بويه. فقد استطاع السلاجقة بعد هذا البروز الاستحواذ على السلطة و السيطرة في الدولة العباسية مما مكنهم أن يقدموا دفقا جديدا للحضارة الإسلامية و للمد الإسلامي و لحركة الفتوح شمالا و شرقا. و قد تركزت حركة المد الإسلامي في فترة السلاجقة على الشرق ؛ حيث استطاعوا أن يصلوا به إلى أواسط آسيا، و إلى الشمال حيث استحوذوا على منطقة آسيا الصغرى و التي مثلت قلب الإمبراطورية البيزنطية و مستودعها الأكبر للرجال و الأقوات. و قد خاض السلاجقة خلال حروبهم في آسيا الصغرى نضالا ضد الإمبراطورية البيزنطية ؛ حيث استطاعوا استخلاص هذه الأراضي من تلك الإمبراطورية.

و تمثل حركة التوسع السلجوقي في آسيا الصغرى و حروبها مع الدولة البيزنطية واحدة بين الحلقات الهامة في التاريخ الإسلامي و التاريخ البيزنطي، و تاريخ العصور الوسطى بصفة عامة. لقد استطاع السلاجقة بتوسعهم في منطقة آسيا الصغرى أن يفتحوا صفحة جديدة من صفحات الفتوح الإسلامية و أن يضيفوا ملمحا جديدا من ملامح الصراع بين الدولة الإسلامية و الإمبراطورية البيزنطية، و فصلا جديدا من فصول هذا الصراع الذي تواصلت حلقاته طوال سبعة قرون لينتهي بتفويض المسلمين على يد محمد الفاتح العثماني سنة 857 هـ / 1453م لهذه الإمبراطورية و بدخول عاصمتها القسطنطينية فاتحين. إن هذا البحث يركز على الفتح السلجوقي لآسيا الصغرى و ما أدى إليه و ما تمخض عنه من أحداث.