الجمال في المنظور الإسلامي

المؤلف

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي

المصدر

مجلة كلية الفقه

العدد

المجلد 2012، العدد 16 (31 ديسمبر/كانون الأول 2012)، ص ص. 1-19، 19ص.

الناشر

جامعة الكوفة كلية الفقه

تاريخ النشر

2012-12-31

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

19

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

الملخص AR

رغم قصور العقل الإنساني عن وضع تعريف محدد للجمال، إلا أنه يقر بأن الجمال حقيقة واقعة في هذا العالم لا يمكن إنكارها، كحقيقة الوجود التي يقر بها العقل ايضا رغم قصوره عن وضع تعريف محدد لها، و لا يمكن الوصول إلى المفهوم الإسلامي للجمال إلا من خلال رؤية الإسلام الشاملة للعالم و علاقته بالله سبحانه و تعالى حيث يبدو التناسب أجلى مظهر من مظاهر الجمال و هو يعني موافقة الشيء لما يقصد من نوعه طبعا.

فجمال كل شيء و حسنه هو أن يحضر كماله اللائق به الممكن له فإذا كانت جميع كمالاته الممكنة حاضرة فهو غاية في الجمال.

و إن كان الحاضر بعضها فله من الحسن و الجمال بقدر ما حضر، و يسمى كون الشيء على خلاف هذا الوصف بالسوء و المساءة و القبح على اختلاف الاعتبارات الملحوظة.

و قد أيد فريق من الفلاسفة و علماء الجمال في العصر الحديث الارتباط الوثيق بين الأخلاق و الجمال حتى جعلوا علم الأخلاق فرعا من فروع علم الجمال، و هذا ما يتفق مع المفهوم الإسلامي للجمال إذ وردت لفظة (جميل) و (جمال) في ثماني آيات في القرآن، تحدث في موضع منها عن الجمال الحسي، و تحدث في المواضع السبعة عن الجمال المعنوي و الخلقي، و مقاييس الجمال الكونية هي ذات المقاييس التي نجدها في الإنسان، أو ينبغي أن نجدها فيه متساوقة مع ناموس الوجود.

و النظرة إلى الجمال الإنساني على هذا المستوى المستمد من جمال الكون، كفيلة بتوسيع المفاهيم الجمالية في الإنسان و إطلاقها من حدودها الضيقة المعروفة، و أن هذا المفهوم الإسلامي للجمال على صعيد الكون و الإنسان كفرد، نجد مصداقه كذلك على صعيد المجتمع الإنساني الخاضع للسنن الإلهية و ناموس الوجود العام، فالعدل و التوازن بين قوى المجتمع شرط أساس لتحقق الجمال و السعادة فيه، أما اختلال هذه القوى و طغيان بعضها على بعض، فهو مدعاة القبح و الشقاء، و هذا الإدراك الشمولي للجمال في التصور الإسلامي يتجاوز الجزئيات المحسوسة و يعتبر النظر إلى جمال هذه الجزئيات نقطة انطلاق إلى إدراك الجمال الكلي المطلق بعد رسوخ الوحدة في نظام الخلق، و هي تمام الجمال في المخلوقات و برهان صدورها عن الواحد.

فالجمال –بهذا المفهوم- ليس إحساس باللذة الحسية الأرضية فحسب و إنما هو إحساس صاعد نحو الأعلى و ان توقف هذه الحركة الارتقائية و الاقتصار في المفهوم الجمالي على اللذة الحسية يؤدي إلى انعدام التوازن و الانسجام و ينتهي إلى الخطيئة و القبح، و ما دام العالم مفتقرا في وجوده لذلك الوجود المطلق فهو مفتقر -كذلك- في جماله لذلك الجمال المطلق و لا يمكن الفصل بين الوجود و الجمال في صدورهما عن المطلق، بل هما حقيقة واحدة تجلت فيها صفات الخالق من الحق و الخير و الجمال، فالوجود جمال كله و حق كله و خير كله و إن القرآن الكريم ليعزز هذه الفكرة و يدعم الرأي بأن الجمال ملازم لكل مخلوق في أصل خلقته و أن القبح أمر عدمي لا وجود له في الخلق.

و ليس الجمال في التصور الإسلامي منفصلا عن المنفعة كما هو في مقولات كانت وهيجل و جوتيه، بل هناك ارتباط وثيق بين جمال الأشياء و وظائفها المحققة للانتفاع بها فلا ينفصل الجمال عن المنفعة في حال من الأحوال و هذه هي واقعية الإسلام المعهودة في جميع تصوراته عن الكون و الإنسان و الحياة، و يتضح مما تقدم ان الجمال الحقيقي هو المتصل بالجمال الأعلى، أما تلك المظاهر الخارجية الزائفة التي يطلبها الضالون و يسمونها جمالا فهي لا تعدو أن تكون زخرفا خادعا و فتنة مضللة، و هي بعيدة كل البعد عن الجمال بمفهومه الإسلامي العميق، و في كل ذلك دلالة على أن الجمال في الإسلام أصل أصيل سواء من حيث هو قيمة دينية : عقدية و تشريعية، أو من حيث هو مفهوم كوني، و كذا من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية.

الملخص EN

The human mind , till now , cannot put a fixed definition for aesthetic , yet it admitted that the beauty is one of the realities of this world and it could not be denied just like the reality of existence to which the human mind also cannot put a fixed definition, yet it admitted it as a reality.

The Islamic conception of aesthetic could not be obtained save via the comprehensive vision of Islam to world and its relation with His Almighty God , where proportionality and harmony appear as the most distinctive feature of beauty, and here it means the agreement between the subject and its purpose, otherwise it will be the opposite of beauty i.

e.

ugliness.

A group of philosophers and the scientists of aesthetic in the modern age support the connection between ethics and aesthetic that the made ethic a branch of aesthetics, and that agreed with the Islamic conception of aesthetic where the terms "beautiful " and " beauty" were mentioned eight times in the Holy Qura`n, one of which deals with the tangible beauty, and the other seven deals with the beauty of morals.

The universal standards of beauty are the same for Man, this vision of beauty can increase the aesthetic concepts for Man to be beyond their known restricted limits.

This Islamic conception of aesthetic could be found on the level of the human society ; the balance among the society forces, which is submitted to the Divine rules , is a main condition to achieve beauty and happiness.

This Islamic comprehensive vision of aesthetic goes beyond the tangible details considering them as a start point to perceive the total and absolute beauty where the fixed unity is the evidence of being issued from His Almighty God.

Hence beauty is not only the sensible perception, rather it is a superior feeling, and the restriction to the sensible perception resulted in the absence of balance and harmony and ended with sin and ugliness, and since that world lacks absolute existence it also lacks, in its beauty, the absolute 19 beauty, existence and beauty cannot be separated in their absolute issue, they represent the God attributes ; rightness, charity and beauty, the Holy Quran supported this idea, beauty is inherited feature.

In the Islamic conception, beauty is not separated from benefit, as in the categories of Kant, Hegel and Goethe, rather there is a deep connection between the beauty of things and their functions, and this is the reality of Islam in all its conceptions about Universe, Man and life.

Depending on what is mentioned before we canunderstand that the real beauty is that connected with the supreme beauty, the other external feature is very far from the deep Islamic conception of beauty, and this indicates that beauty in Islam is an original feature whether on the level of being a religious value :doctrinal and legislative, or being a universe conception as well as being a human sentimental experience.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. 2012. الجمال في المنظور الإسلامي. مجلة كلية الفقه،مج. 2012، ع. 16، ص ص. 1-19.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-345268

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. الجمال في المنظور الإسلامي. مجلة كلية الفقه ع. 16 (2012)، ص ص. 1-19.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-345268

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. الجمال في المنظور الإسلامي. مجلة كلية الفقه. 2012. مج. 2012، ع. 16، ص ص. 1-19.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-345268

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

يتضمن هوامش : ص. 13-15

رقم السجل

BIM-345268