رأس المال الاجتماعي و مكانته في تفعيل الدور التنموي للمصارف الإسلامية

الملخص AR

يعد مفهوم رأس المال الاجتماعي أحد المفاهيم الأكثر أهمية و خطورة في حياة المجتمعات الإنسانية المعاصرة.

فهو يعد من المفاهيم الحضارية القاعدية من حيث أهميته العلمية، و أحد المفاهيم المنهجية من حيث طريقة التفكير، و أحد المفاهيم المحورية من حيث التأثير، و لذلك فإن مآلاته هي الأخرى خطيرة من حيث طبيعة النتائج التي يحققها تدفق أفعاله و منجزاته التنموية.

لقد احتل رأس المال الاجتماعي مكانته المهمة في عصر العولمة نتيجة فشل الجهود التنموية التي شهدها النصف الثاني من القرن الماضي، و فشلها في تحقيق العدالة.

ليؤكد على قيمته العلمية بوصفه جهدا اقتصاديا حضاريا تجاوز محن التنمية و النمو و التوزيع غير العادل للثروة.

و أكد قدرته على تحقيق الترابط الخلاق بين الإنسان و الدين الدولة و السوق و مؤسسات المجتمع المدني، لأنه يمثل علاقة تشاركية بين أبناء الأمة، و محتوى هذه العلاقة هو شبكة المنظمات والمؤسسات الوطنية التي تؤكد على الدوافع و النتائج المترتبة على وجود هذه العلاقة مثل الجوانب العلمية و الأخلاقية و المعرفية.

و في هذا المضمار تعد المصارف الإسلامية المنظمة الأكثر قدرة على توظيف رأس المال الاجتماعي بالمنظور الإسلامي في إنجاز التنمية ببعديها الاقتصادي و الاجتماعي، كون المصرف الإسلامي وحدة اقتصادية / اجتماعية لا يمكنها الفصل بين هذين البعدين، بحكم طبيعة الأحكام الإسلامية التي تنوم عليها، مثل أحكام الزكاة و العقود و الصدقات و المرض و ما إلى ذلك.

تكمن أهمية رأس المال الاجتماعي في كونه أدخل البعد الاجتماعي في ابتكار طريق ثالث للتنمية بعيد عن الليبرالية و الاشتراكية، إنه الطريق الإسلامي في إنجاز التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.

و كذلك تكمن أهميته في تحقيق التماسك بين الشبكات الاجتماعية و تعزيز وجودها، فهو طريق السلام الوطني و التوازن الاجتماعي، و أحد قوى اقتلاع الفساد بأنواعه.

قام البحث على ثلاثة محاور أساسية هي : 1.

البعد المعرفي : الذي يتناول طبيعة المفاهيم الإسلامية و طريقة تكوينها في ضوء القرآن الكريم.

2.

البعد العلمي : و يتناول المضامين الأساسية لرأس المال الاجتماعي في ضوء القرآن الكريم.

3.

البعد الاقتصادي / الاجتماعي : و يتناول دراسة الدور التنموي الاقتصادي و الاجتماعي للمصارف الإسلامية، في ضوء قدرتها على الاستفادة من رأس المال الاجتماعي.