نشأة مدينة البصرة و تطورها العمراني في القرن الأول الهجري

الملخص AR

تزخر كتب التراث الجغرافي العربي بذكر المدن و الحواضر التي أعمرها العرب و استقروا بها و تتوسع كتب التاريخ في شرح كثير من تفاصيل خططها و حياة الناس فيها.

هذا بالإضافة إلى مصنفات اللغة و الأدب و الفلسفة في إيضاح معاني تسمياتها و دلالاتها.

و مما بلغت النظر أن هذا الإبداع و الأصالة في بناء و عمران مدينة البصرة و مقوماتها تمت على أيدي و أفكار أهل الخيرة و الحكمة من الخلفاء و الولاة، و كان بناءها ينطلق من فكر منهجي نير رسم إبعاد حياة عاشها الناس و تمتعوا بأفضالها و محاسنها.

و هذا ما كشفته الدراسة عن حقائق عمرانية أساسية في مخطط المدينة و رسم خصائصها بكل ما تضمنته المدينة من محلة و بيوت أو سكن و أزقة و محلات و شوارع و أسواق و جامع و دار للإمارة و كذلك في اختيار مواد البناء بما يتلائم مع ظروف المناخ السائدة آنذاك فلم يكن التعمير و البناء اعتباطا بل كان وفق ما خططه الخليفة و ما أمر به لبناء و تعمير المدينة و باختيار الموقع و الموضع المناسب لبناء و تعمير المدينة بما يتلائم و يتناسب مع حياة الناس خاصة بالنسبة لموقع شبه الجزيرة العربية آنذاك و ما تضمنه من ظروف مناخية حارة فكان لابد من اختيار الموقع المناسب و من ثم البناء و التعمير.