الظاهرة الإرهابية و موقع الدين منها : دراسة إحداث الحادي عشر من سبتمبر

الملخص AR

جاء هذا البحث في أربعة مباحث تناول المبحث الأول مفهوم الإرهاب مؤكدا على أن مفهوم الإرهاب يعد واحدا من أكثر المفاهيم السياسية المعاصرة، إثارة للجدل و الخلاف، فمن ناحية التعريف ليس هناك اتفاق على معنى محدد له، الأمر الذي يعنى أنه بإمكان البعض إضفاء صفة الإرهاب على أعمال هي أبعد ما تكون عن الإرهاب، كأعمال المقاومة المسلحة التي تمارسها حركات التحرر الوطني من أجل الاستقلال و تقرير المصير.

و في حقيقة الأمر، لم يقتصر الخلاف بين الدارسين و المتخصصين حول مفهوم الإرهاب، و إنما امتد كذلك إلى أسبابه و دوافعه، و امتد أيضا إلى وسائل علاجه و مواجهته.

و طرح المبحث الثاني الإرهاب في المجتمعات الغربية و الإسلامية مؤكدا على أنه من الخطأ الفادح القول بأن الإرهاب مرتبط بالبيئة الإسلامية أو بالفكر الديني الإسلامي، و من الخطأ ربط الإرهاب بفكرة الجهاد ذات الأبعاد السامية.

و لو شئنا الدقة لقلنا إن الإرهاب هو نتاج الحضارة الرأسمالية قبل أن يكون وليد البيئات الإسلامية.

و ركز المبحث الثالث على مفهوم الإرهاب و أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 حيث أكد على أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تمثل نقطة فارقه في تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة، حيث ترتب عليها نتائج شديدة الخطورة كان على رأسها انفراد الولايات المتحدة الأمريكية برفع راية "الحرب الدولية ضد الإرهاب"، و محاولتها فرض مفهومها للإرهاب و طريقة مواجهته على غيرها من دول العالم و غطى المبحث الرابع على أثر أحداث 11 سبتمبر على العمل العربي المشترك، حيث تم التأكيد على ضعف العمل العربي المشترك فلسطينيا و عراقيا، تبلور ما يمكن وصفه بالفراغ الاستراتيجي في المنطقة العربية، الأمر الذي وفر فرصا تاريخية لكي تدخل قوى إقليمية إلى صلب المعادلات العربية الداخلية، و في المقدمة إيران و تاليا تركيا في شؤون المشرق العربي، و الحال العراقي يغنى عن التفاصيل ، و كذلك إثيوبيا و إريتريا في شؤون دول عربية في القرن الأفريقي، و الحال في الصومال و في السودان يقدمان الدلائل و القرائن يوما بعد آخر.