معاملة الأسير و أحكامه في الفقه الإسلامي : دراسة مقارنة

مقدم أطروحة جامعية

العنانزة، إبراهيم محمود أحمد

مشرف أطروحة جامعية

أحمد، بابكر محمد حاج

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

معهد بحوث و دراسات العالم الإسلامي

القسم الأكاديمي

قسم الدراسات النظرية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

دكتوراه

تاريخ الدرجة العلمية

2008

الملخص العربي

لقد استقرت الأمور للدعوة الإسلامية، و بدأت في الانتشار، و نزلت فيما بعد آيات كريمة تحدد التشريع الدائم لمعاملة الأسرى و منها قوله تعالى: فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقَاب حتى إِذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد و إما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ... 1 و قوله تعالى : فإذا انسلخ الأَشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد ... و قوله تعالى : و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا  إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا و يتبين من الآيات المذكورة التشريع السماوي لأسرى الحرب في الإسلام المستمد من الآيات القرآنية الكريمة التي حددت معاملة الأسير، و كذلك ما ورد من أحاديث نبوية شريفة خلال البحث حددت أيضا كيفية معاملة الأسير و الإحسان إليه، و كذلك مواقف العلماء رحمهم الله تعالى، في فهم نصوص الكتاب و السنة التي دعت إلى تأكيد المعاملة الحسنة للأسير بكل جوانبها تحقيقا للمصلحة الشرعية التي هي من وحي السماء، و لإعطاء صورة مشرقة عن الإسلام في تعامله مع الأسير ليس من وحي عقولنا، و إنما من كلام المولى تبارك و تعالى، و ما حث عليه النبي صلى الله عليه و سلم من المعاملة الحسنة للأسير. و كذلك سير الخلفاء الراشدين، و المعارك و الفتوحات الإسلامية الزاخرة بما كان يجري عليه من معاملة الأسرى.

و لذلك لابد من التركيز و التأكيد في هذه الخلاصة على الأمور التالية : أ- مشروعية الأسر في الإسلام ثابتة بدليل قوله تعالى :  و خذوهم و احصروهم 1 و الأخذ هو : الأسر و الأسر إنما يكون للفداء أو المن على ما يراه الإمام من تحقيق المصلحة دون أن يفتات على الإمام أحد. ب- وصف المؤمنين الصادقين بحسن معاملة الأسرى بقول تعالى : و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا 2، و هذا مدح من الله تعالى للمؤمنين على مثل هذه الصفات التي تتجسد في المؤمن فقط المنقاد لأمر الله تعالى. ج- و من الأحكام التي تتعلق بالأسير عدم التعرض له بأي نوع من أنواع الإيذاء من تعذيب أو إحراق بالنار أو التمثيل به أو بقطع عضو من أعضاء، أو التعرض له من خلال تشويه جسده، و هذا من سماحة الإسلام و رحمته في معاملته للأسير، خلافا لما نراه على أرض الواقع من تعامل في منتهى الإساءة للأسير، و أكبر دليل على ذلك ما يفعل الآن في السجون و المعتقلات الأمريكية في جوانتاناموا و أبي غريب و غيرها.

و هذه قمة الانتهاكات بحق الأسير و بحق الإنسانية.

فلا مجال للمقارنة بينهما ! و أما حوادث القتل التي وقعت لبعض الأسرى في بداية الدعوة الإسلامية إنما هي حوادث بسبب مخالفات، و غلو في معاداة الدعوة الإسلامية من بعض الأفراد ؛ كما فعل أبو عزة الشاعر في هجاء الرسول صلى الله عليه و سلم و كذا الخيانة و نقض العهد من بني قريظة لرسول الله و كما هو ثابت في الشرع فإن القتل للأسرى أقرب إلى التحريم منه إلى الإباحة، و قد منع الإمام الشافعي و أبو يوسف قتل الأسرى إلا لأسباب معينة كالحاجة إلى إضعاف العدو و إغاظته أو لمصلحة عامة تخدم المسلمين.

إذن ما كان القتل من الإمام للأسرى إلا بسبب جرائم كبرى تبرر استئصالهم و تطهير المجتمع منهم، و هذا إجراء مشروع قد أقره القانون الدولي الإنساني فيما بعد في اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949م، حيث يجوز للسلطة الحاجزة للأسرى محاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها قبل وقوعهم في الأسر و العقوبات عليها و من بينها الإعدام.1 د- الإسلام يحرص في الحرب على عدم التعرض بأي شكل من الأشكال إلى الأطفال و الشيوخ و النساء الذين لا حول لهم و لا قوة و لا يشاركون في الحرب بأي نوع من أنواع المشاركة، و إلا وجب قتلهم، و الأدلة على ذلك واضحة من خلال البحث.

التي توصي بعدم التعرض للأطفال و النساء و الشيوخ.

و هنا تكمن رحمة الإسلام و عدالته بأن مثل هؤلاء لا يؤخذون بجريرة غيرهم. هـ- إن الإسلام يؤكد ضرورة توفير كل جوانب الرعاية و الحماية و الحقوق للأسرى بما يتوافق مع ديننا و عقيدتنا، بغض النظر عن سوء المعاملة من الآخرين للأسرى، و إلا بماذا نختلف عن غيرنا. أما الأسير في غير النظام الإسلامي فقد تعرض إلى أبشع عمليات الانتهاك بحقه، و التي تناولت أبشع جوانب التعذيب بكل ما تحمل الكلمة من المخالفة لكل الأعراف الدولية و المخالفة لكل الاتفاقيات الدولية و الهيئات الحقوقية و الإنسانية، التي لا تقوى على دفع الأذى عنهم، أو رد التهم الباطلة بحقهم.

و الأدلة على ذلك كثيرة و كثيرة جدا و واضحة للقاصي و الداني، و ما عادت تخفى على عاقل و قد أشرت إلى هذه الانتهاكات من خلال البحث، و من أراد التثبت يمكنه لدخول إلى مواقع شبكة النت التي كشفت عن فضائح التعذيب و الانتهاك بحق الإنسان و بحق الأسير على وجه الخصوص. لذلك الأمر يستدعي بذل الكثير من الجهد من قبل كل الهيئات الإنسانية الحقوقية و الخيرية المهتمة بحقوق الإنسان، و أخص بالذكر اللجان الإسلامية لحقوق الإنسان في مختلف أنحاء المعمورة، و كل العقلاء من كتاب و إعلاميين و دعاة إلى إعطاء حجم كبير من جهدهم في تحريك المجتمع الدولي بطريقة أو بأخرى، حتى تصل الرسالة إلى القاصي و الداني بضرورة العمل و التشريع على رفع الأذى عن المعتقلين و الأسرى في سجونهم، و ما ذاك إلا من أجل إبراز المبادئ الإنسانية الإسلامية على أرض الواقع، حتى تفهم ويميز من خلالها بين الغث و السمين، و بين الصحيح و الخطأ، و الله الهادي إلى سواء السبيل.

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

عدد الصفحات

318

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

تمهيد.

الفصل الأول : مشروعية الأسر في الإسلام.

الفصل الثاني : آثار الحرب العادلة.

الفصل الثالث : أنواع الأسر.

الفصل الرابع : أحكام متفرقة.

الفصل الخامس : مقارنة بين معاملة الأسرى عند المسلمين و غيرهم.

الخاتمة و النتائج و التوصيات.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

العنانزة، إبراهيم محمود أحمد. (2008). معاملة الأسير و أحكامه في الفقه الإسلامي : دراسة مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-348479

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

العنانزة، إبراهيم محمود أحمد. معاملة الأسير و أحكامه في الفقه الإسلامي : دراسة مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية. (2008).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-348479

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

العنانزة، إبراهيم محمود أحمد. (2008). معاملة الأسير و أحكامه في الفقه الإسلامي : دراسة مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-348479

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-348479