التربية على القيم : المرجعيات و المقاربات

الملخص AR

التربية على القيم، تطرح على الباحث و المربي معا، عدة صعوبات، يستصدرها المجال أو المكون الذي تنتمي إلية داخل الشخصية الفردية أو المجتمعية ؛ حيث المجال الوجداني الذي يعد معقل و قاعدة القيم، مجال لزج، يصعب الإمساك به، لكونه لا يخضع للعقل بل العكس هو الصحيح، أي أن الوجدان هو المتحكم المتهور في العقل.

إزاء هذه الصعوبات و التعقيدات، أضحى اليوم الحديث عن الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي أو الانفعالي أو ذكاء المشاعر ؛ و هو ذكاء يقع في منطقة بين النظام المعرفي و النظامين الانفعالي و الحس حركي ؛ و يتمثل حسب سالوثي و أخرون 1993 ، 1990 في القدرة على فهم الانفعالات الذاتية و التحكم فيها و تنظيمها وفق انفعالات الأخرين و التعامل إزاء الموافق الحياتية وفق ذلك.

في السياق الرامي إلى ضبط القوانين الوجدانية، التي يمكن وفقها بناء القيم الإيجابية لدى الناشئة، حسب ما يرتديه المجتمع الحديث و وفق ميولات و طبائع الأفراد ؛ ينبغي أن تكون عملية التنشئة أو التربية قائمة على قاعدة الوسطية في غرس القيم الإيجابية و اجتثاث غيرها من القيم السلبية.

لأجل هذه الغاية النبيلة، عرفت الإنسانية عبر مسارها الطويل، العديد من التصورات والمقاربات إلى جانب تعاليم و قيم العقائد الدنية السماوية الثلاث ؛ يضمن على غرارها عيشا كريما، يليق بمقاومة فوق هذه البسيطة، و تخول له إمكانيات الرقي و النمو و التطور و التعايش و التواصل البناء بين سائر الشعوب و الأمم.

في ضل هذه الرؤية الشمولية، يأتي التحليل المتبع من طرف الأستاذ عبد الكريم غريب، بخصوص مقاربات التربية على القيم، و التي ارتبطت بأهم المرجعيات التي خاضت بالدرس و التحليل في هذا المجال.