التنظيم الأسري و تحديات العولمة

الملخص AR

لقد تصدى البحث لإشكالية بالغة الأهمية، تتمثل في الآثار الإجتماعية و الثقافية و النفسية التي ستتركها ظاهرة العولمة على التنظيم الأسري من جهة بنائه و وظائفه و مهامه و مسؤولياته، و أدواره الاجتماعية كافة.

فضلا عن آثارها الممتدة على البنية القيمية و المعرفية للأسرة و الأبنية الإجتماعية الأخرى في المجتمع، بوصف الأسرة نظاما اجتماعيا متصلا ببقية النظم الإجتماعية فيه كالنظام الاقتصادي و السياسي و الديني و التربوي، فأي تغيير و تبدل في أحد هذه الأنظمة ينعكس بشكل واضح على النظام الأسري.

و من المؤكد أن أغلب هذه النظم ستشهد تغيرات واضحة في استراتيجياتها و آلياتها و أهدافها، ناهيك عن أبنيتها و وظائفها، و ذلك بفعل الثورة المعلوماتية و الثقافية اللتين تمثلان المحركات الأساسية لنظم العولمة و استراتيجياتها.

و من المتوقع فعلا أن تترك العولمة الثقافية بصمات واضحة على البناء الإجتماعي عموما، و على البناء الأسري خصوصا، من حيث منظومته القيمية و الأخلاقية و السلوكية و هذا ينعكس في سلوك الآباء و الأمهات حيال بعضهم البعض أو حيال أبنائهم و بناتهم، و لا سيما ما يتعلق منها بوسائل التنشئة الإجتماعية و أهدافها و أنماطها، ستشهد تغيرا واضحا في المفهوم و المضامين و الأهداف.

و هذا ما يستدعي استيعاب كل تلك التحديات، بعين واعية و أذن صاغية لنستطيع أن نتعامل معها أو نحتويها على أقل تقدير و أبسط جهد، و من ثم تكون آثارها تدريجية و ليس مفاجئة و سريعة تحطم الأسس التي تستند عليها الأبنية الاجتماعية في مجتمعنا العربي.