الصراع الثقافي و آثاره في شاد

مقدم أطروحة جامعية

أحمد الزايم بركة الله

مشرف أطروحة جامعية

إبراهيم، نور الدين عوض الكريم

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية الدعوة الإسلامية

القسم الأكاديمي

قسم الدعوة و الثقافة الإسلامية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

2004

الملخص العربي

لقد جذبت منطقة بحيرة شاد منذ القدم انتباه كثير من الشعوب و الأعراق ؛ فهاجروا إليها و اختلطوا بسكانها الأصليين، و ذلك بسبب الموقع الهام الذي تحتله، و خصوبة الأرض، و من بين الشعوب التي نزحت إلى هذه المنطقة القبائل العربية من الغرب و الشمال و الشرق، فحملت معها هذا الدين الذي أضاء بنوره ظلمات المجوسية التي كانت تسود المنطقة قبل الإسلام، فأنشأت الممالك و السلطنات و بنت المساجد و نشرت اللغة العربية و العلم.

كما جذبت هذه المنطقة أيضا انتباه الأوربيين الباحثين عن المواد الخام و الأسواق، و النفوذ.

فأوفدوا إليها البعثات الاستكشافية، و الرحالة الذين قاموا بدراسة و إعداد كل ما من شانه أن يساعد في تحقيق مشدهم، و هو احتلال و استغلال هذه المنطقة.

ثم بعد ذلك توالت البعثات الاحتلالية و تم احتلال هذه المنطقة، و ألغيت الممالك، و حوربت اللغة العربية و الثقافة الإسلامية، و تم نشر الثقافة الغربية و اللغة الفرنسية، الأمر الذي أدي بالكثير من سكان شاد و خاصة الذين اشرف المحتل على تعليمهم و تثقيفهم إلى فقدان هويتهم.

و رغم كل هذه الجهود و المحاولات الرامية إلى طمس معالم الثقافة الإسلامية، و ضياع الهوية الشادية الأصلية، رغم كل هذه الجهود إلا أن هناك عوامل و أسباب تعود إلى الإسلام نفسه و إلى طبيعة المنطقة، و السكان و حملة الثقافة الإسلامية ساعدت بصورة قوية و مستمرة في انتشار الثقافة الإسلامية، و بسط نفوذها حتى في جنوب شاد الذي نزل عليه المحتلون بثقلهم، و قواهم من اجل نشر النصراينة و الثقافة الغربية.

إن هذا الصراع الثقافي الذي تعيشه شاد ما هو إلا امتداد لذلك الصراع الأبدي بين الحق و الباطل، و هو سنة من سنن الله تعالى في هذا الكون، و لولا هذا التدافع لفسدت الأرض.

و سيستمر هذا الصراع إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، و ستكون الغلبة في النهاية لعباد الله الصالحين.

لقد مر الصراع الثقافي في شاد بمراحل عديدة، لكل مرحلة أساليبها و وسائلها و خطتها، حيث تم خلال هذه المراحل إلغاء اغلب المظاهر الثقافية، و خاصة الممالك و السلطات التقليدية، إلا أن الشعب و في مقدمتهم العلماء وقفوا بقوة في وجه هذا التحدي الأمر الذي أدى إلى تعرض بعضهم إلى الظلم و الاضطهاد و عقوبات شتى.

و قد أدت هذه الضغوطات إلى قيام ثورة مسلحة و انتفاضات شعبية في أجزاء كبيرة من البلاد.

إن هذا الصراع الذي قادته عدة أطراف خارجية و داخلية لم يتوقفا بعد رحيل المستعمر و لكنه استمر صورة أو بأخرى بسبب وجود العملاء و الأعوان الذين رباهم و علمهم، و وضعهم على رأس السلطة ليقوموا بمواصلة المسيرة، و تحقيق الأهداف التي تتمثل في رعاية و حماية مصالح المستعمر في شاد.

و أخيرا يمكن أن نلخص ما ورد في هذا البحث بان الصراع الثقافي في شاد ينطلق من قواعد عديدة من بينها : الأطماع الاستعمارية القديمة الجديدة، و الحقد الديني، و الكراهية، و ازداد الصراع الصليبي القديم، و البحث عن النفوذ الاقتصادي، و الثأر للجنود الذين قتلوا في المواجهات و المقاومة في شاد.

و قد اعتمد المستعمر في هذا الصراع على عدد من الآليات، و الوسائل الكفيلة بتحقيق ما يصبوا إليه، من بينها : اللغة الفرنسية، و البعثات التعليمية إلى فرنسا، و الإعلام، و المراكز و المؤسسات الثقافية و العلمية و الرياضية و الترفيهية.

لقد كان هذا الصراع الثقافي يرمي إلى تحقيق أهداف و غايات عديدة من بينها : القضاء على الشخصية الإسلامية المقاومة، و التشديد على روابط شاد بدول إفريقيا المركزية، و الغربية، و فصلها عن الدول العربية رغم القواسم العديدة المشتركة، و إحداث توازن ثقافي و سكاني بين الشمال و الجنوب، و نشر المسيحية في شاد.

ركزت السياسة الاستعمارية ضد الثقافة الإسلامية في شاد على المبادئ التالية : إيجاد إسلام اسود، فصل هذا الإسلام عن جذوره العربية، و الدينية، و تكويناته السياسية و الاجتماعية، و توجيهه نحو قواعد تعمل من اجل مصلحة المستعمر و نشر الفرنسية، و الانشقاق بين المسلمين، و توزيعه إلى مسلمين طيبين، و مسلمين سيئين، و إسلام تقليدي، و إسلام سياسي إصلاحي، و أنشئت مكتب الشئون الإسلامية و العربية كآلية لتنفيذ هذه السياسة.

كما قامت بأعمال إجرامية تهدف إلى طمس المعالم الحضارية و التراث الثقافي الإسلامي، حيث دمرت، و هدمت المساجد و اطلاع، و القصور التابعة للسلطات التقليدية، و ذلك من اجل قطع صلة الجيل الماضي بماضية العريق، كما قامت بتخليد أمجادها و شعاراتها و رموزها الاستعمارية.

لكن الثقافة الإسلامية، و رغم العداوة التي أمل لها الاستعمار، و غرز بذورها في عقول الشادين الجنوبيين الذين اعتنق بعضهم النصرانية، كانت تنتهج سبيل الدعوة إليها بالحكمة و الموعظة الحسنة، ناشرة ثقافة التعددية الثقافية، و التعايش السلمي و الحوار مع الثقافات الأخرى، مع التشديد على المحافظة على الهوية، و المبادئ و الثوابت التي ترتكز عليها الثقافية الإسلامية.

لقد ترك الصراع الثقافي الذي عاشته شاد آثارا خطيرا امتدت لتشمل المجالات الدينية، و التعليمية، و اللغوية، و الثقافية.

لقد تم التركيز في الناحية الدينية على محو الشعائر الدينية، و إبعاد الإسلام عن مظاهر الحياة العامة، و ذلك بتبني العلمانية المتطرفة، و اعتماد الدولة لكثير من المظاهر و الشعارات المسيحية مثل : اعتماد السبت و الأحد يومين للعطلة الأسبوعية الرسمية، مع تجاهل يوم الجمعة، و كذلك اعتماد (الصليب الأحمر) شعارا للجنة الوطنية للصليب الأحمر الشادي بدلا من (الهلال الأحمر) كذلك اعتماد التاريخ الميلادي مع تجاهل التاريخ الهجري، و العطل المدرسية في المناسبات المسيحية، و محاولة فرض (قانون الأسرة) التي تتعارض اغلب مواده مع الشريعة الإسلامية، و توقفا الدولة عن دعم الحاج الشادي بحجة علمانية الدولة.

كما تناول اثر الصراع المجال التعليمي الذي وضعت مناهجه و خططه الدراسية على أسس و مبادئ لا تتناسب أبدا مع دين و عقيدة و تاريخ، و ثقافة، و تقاليد المسلمين، حيث كان يساهم في نشر المبادئ و الأفكار النصرانية تحت أغلفة و أساليب متعددة، و محاربة التعليم العربي و عرقلة تقدمه.

كما امتد الأثر إلى اللغة العربية، حيث تم إقصاءها عن التعليم و الإدارة، و التعامل الرسمي، و وسائل الإعلام بحيث لا تعادل ساعات بثها في الإذاعة و التلفزيون نصف ساعات بث اللغة الفرنسية.

كما تناول البحث أيضا اثر الصراع على الثقافة الإسلامية التي كانت العدو الأول للاحتلال الذي سعى منذ احتلاله لشاد و حتى الآن إلى محاربتها بكل الوسائل و الطرق، و خاصة قتل العلماء، و إبعادهم عن شاد، و السعي الدءوب على منع تقوية علاقات الشعب الشادي بالعالم العربي و الإسلامي، و التركيز على نشر الثقافة الغربية، و التمكين لها، و محو الشخصية الثقافية الإسلامية عبر العنف الفكري الذي مارسته و تمارسه قوى الاحتلال القديم و الحديث.

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

عدد الصفحات

389

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

التمهيد.

الفصل الثاني : مفهوم الصراع الثقافي في شاد.

الفصل الثالث : أسباب الصراع الثقافي و أهدافه و وسائله.

الفصل الرابع : السياسة الاستعمارية و الصراع الثقافي في شاد.

الفصل الخامس : آثار الصراع الثقافي في شاد.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

أحمد الزايم بركة الله. (2004). الصراع الثقافي و آثاره في شاد. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-351762

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

أحمد الزايم بركة الله. الصراع الثقافي و آثاره في شاد. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية. (2004).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-351762

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

أحمد الزايم بركة الله. (2004). الصراع الثقافي و آثاره في شاد. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-351762

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-351762