![](/images/graphics-bg.png)
الصراع الثقافي و آثاره في شاد
مقدم أطروحة جامعية
مشرف أطروحة جامعية
الجامعة
جامعة أم درمان الإسلامية
الكلية
كلية الدعوة الإسلامية
القسم الأكاديمي
قسم الدعوة و الثقافة الإسلامية
دولة الجامعة
السودان
الدرجة العلمية
ماجستير
تاريخ الدرجة العلمية
2004
الملخص العربي
لقد جذبت منطقة بحيرة شاد منذ القدم انتباه كثير من الشعوب و الأعراق ؛ فهاجروا إليها و اختلطوا بسكانها الأصليين، و ذلك بسبب الموقع الهام الذي تحتله، و خصوبة الأرض، و من بين الشعوب التي نزحت إلى هذه المنطقة القبائل العربية من الغرب و الشمال و الشرق، فحملت معها هذا الدين الذي أضاء بنوره ظلمات المجوسية التي كانت تسود المنطقة قبل الإسلام، فأنشأت الممالك و السلطنات و بنت المساجد و نشرت اللغة العربية و العلم.
كما جذبت هذه المنطقة أيضا انتباه الأوربيين الباحثين عن المواد الخام و الأسواق، و النفوذ.
فأوفدوا إليها البعثات الاستكشافية، و الرحالة الذين قاموا بدراسة و إعداد كل ما من شانه أن يساعد في تحقيق مشدهم، و هو احتلال و استغلال هذه المنطقة.
ثم بعد ذلك توالت البعثات الاحتلالية و تم احتلال هذه المنطقة، و ألغيت الممالك، و حوربت اللغة العربية و الثقافة الإسلامية، و تم نشر الثقافة الغربية و اللغة الفرنسية، الأمر الذي أدي بالكثير من سكان شاد و خاصة الذين اشرف المحتل على تعليمهم و تثقيفهم إلى فقدان هويتهم.
و رغم كل هذه الجهود و المحاولات الرامية إلى طمس معالم الثقافة الإسلامية، و ضياع الهوية الشادية الأصلية، رغم كل هذه الجهود إلا أن هناك عوامل و أسباب تعود إلى الإسلام نفسه و إلى طبيعة المنطقة، و السكان و حملة الثقافة الإسلامية ساعدت بصورة قوية و مستمرة في انتشار الثقافة الإسلامية، و بسط نفوذها حتى في جنوب شاد الذي نزل عليه المحتلون بثقلهم، و قواهم من اجل نشر النصراينة و الثقافة الغربية.
إن هذا الصراع الثقافي الذي تعيشه شاد ما هو إلا امتداد لذلك الصراع الأبدي بين الحق و الباطل، و هو سنة من سنن الله تعالى في هذا الكون، و لولا هذا التدافع لفسدت الأرض.
و سيستمر هذا الصراع إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، و ستكون الغلبة في النهاية لعباد الله الصالحين.
لقد مر الصراع الثقافي في شاد بمراحل عديدة، لكل مرحلة أساليبها و وسائلها و خطتها، حيث تم خلال هذه المراحل إلغاء اغلب المظاهر الثقافية، و خاصة الممالك و السلطات التقليدية، إلا أن الشعب و في مقدمتهم العلماء وقفوا بقوة في وجه هذا التحدي الأمر الذي أدى إلى تعرض بعضهم إلى الظلم و الاضطهاد و عقوبات شتى.
و قد أدت هذه الضغوطات إلى قيام ثورة مسلحة و انتفاضات شعبية في أجزاء كبيرة من البلاد.
إن هذا الصراع الذي قادته عدة أطراف خارجية و داخلية لم يتوقفا بعد رحيل المستعمر و لكنه استمر صورة أو بأخرى بسبب وجود العملاء و الأعوان الذين رباهم و علمهم، و وضعهم على رأس السلطة ليقوموا بمواصلة المسيرة، و تحقيق الأهداف التي تتمثل في رعاية و حماية مصالح المستعمر في شاد.
و أخيرا يمكن أن نلخص ما ورد في هذا البحث بان الصراع الثقافي في شاد ينطلق من قواعد عديدة من بينها : الأطماع الاستعمارية القديمة الجديدة، و الحقد الديني، و الكراهية، و ازداد الصراع الصليبي القديم، و البحث عن النفوذ الاقتصادي، و الثأر للجنود الذين قتلوا في المواجهات و المقاومة في شاد.
و قد اعتمد المستعمر في هذا الصراع على عدد من الآليات، و الوسائل الكفيلة بتحقيق ما يصبوا إليه، من بينها : اللغة الفرنسية، و البعثات التعليمية إلى فرنسا، و الإعلام، و المراكز و المؤسسات الثقافية و العلمية و الرياضية و الترفيهية.
لقد كان هذا الصراع الثقافي يرمي إلى تحقيق أهداف و غايات عديدة من بينها : القضاء على الشخصية الإسلامية المقاومة، و التشديد على روابط شاد بدول إفريقيا المركزية، و الغربية، و فصلها عن الدول العربية رغم القواسم العديدة المشتركة، و إحداث توازن ثقافي و سكاني بين الشمال و الجنوب، و نشر المسيحية في شاد.
ركزت السياسة الاستعمارية ضد الثقافة الإسلامية في شاد على المبادئ التالية : إيجاد إسلام اسود، فصل هذا الإسلام عن جذوره العربية، و الدينية، و تكويناته السياسية و الاجتماعية، و توجيهه نحو قواعد تعمل من اجل مصلحة المستعمر و نشر الفرنسية، و الانشقاق بين المسلمين، و توزيعه إلى مسلمين طيبين، و مسلمين سيئين، و إسلام تقليدي، و إسلام سياسي إصلاحي، و أنشئت مكتب الشئون الإسلامية و العربية كآلية لتنفيذ هذه السياسة.
كما قامت بأعمال إجرامية تهدف إلى طمس المعالم الحضارية و التراث الثقافي الإسلامي، حيث دمرت، و هدمت المساجد و اطلاع، و القصور التابعة للسلطات التقليدية، و ذلك من اجل قطع صلة الجيل الماضي بماضية العريق، كما قامت بتخليد أمجادها و شعاراتها و رموزها الاستعمارية.
لكن الثقافة الإسلامية، و رغم العداوة التي أمل لها الاستعمار، و غرز بذورها في عقول الشادين الجنوبيين الذين اعتنق بعضهم النصرانية، كانت تنتهج سبيل الدعوة إليها بالحكمة و الموعظة الحسنة، ناشرة ثقافة التعددية الثقافية، و التعايش السلمي و الحوار مع الثقافات الأخرى، مع التشديد على المحافظة على الهوية، و المبادئ و الثوابت التي ترتكز عليها الثقافية الإسلامية.
لقد ترك الصراع الثقافي الذي عاشته شاد آثارا خطيرا امتدت لتشمل المجالات الدينية، و التعليمية، و اللغوية، و الثقافية.
لقد تم التركيز في الناحية الدينية على محو الشعائر الدينية، و إبعاد الإسلام عن مظاهر الحياة العامة، و ذلك بتبني العلمانية المتطرفة، و اعتماد الدولة لكثير من المظاهر و الشعارات المسيحية مثل : اعتماد السبت و الأحد يومين للعطلة الأسبوعية الرسمية، مع تجاهل يوم الجمعة، و كذلك اعتماد (الصليب الأحمر) شعارا للجنة الوطنية للصليب الأحمر الشادي بدلا من (الهلال الأحمر) كذلك اعتماد التاريخ الميلادي مع تجاهل التاريخ الهجري، و العطل المدرسية في المناسبات المسيحية، و محاولة فرض (قانون الأسرة) التي تتعارض اغلب مواده مع الشريعة الإسلامية، و توقفا الدولة عن دعم الحاج الشادي بحجة علمانية الدولة.
كما تناول اثر الصراع المجال التعليمي الذي وضعت مناهجه و خططه الدراسية على أسس و مبادئ لا تتناسب أبدا مع دين و عقيدة و تاريخ، و ثقافة، و تقاليد المسلمين، حيث كان يساهم في نشر المبادئ و الأفكار النصرانية تحت أغلفة و أساليب متعددة، و محاربة التعليم العربي و عرقلة تقدمه.
كما امتد الأثر إلى اللغة العربية، حيث تم إقصاءها عن التعليم و الإدارة، و التعامل الرسمي، و وسائل الإعلام بحيث لا تعادل ساعات بثها في الإذاعة و التلفزيون نصف ساعات بث اللغة الفرنسية.
كما تناول البحث أيضا اثر الصراع على الثقافة الإسلامية التي كانت العدو الأول للاحتلال الذي سعى منذ احتلاله لشاد و حتى الآن إلى محاربتها بكل الوسائل و الطرق، و خاصة قتل العلماء، و إبعادهم عن شاد، و السعي الدءوب على منع تقوية علاقات الشعب الشادي بالعالم العربي و الإسلامي، و التركيز على نشر الثقافة الغربية، و التمكين لها، و محو الشخصية الثقافية الإسلامية عبر العنف الفكري الذي مارسته و تمارسه قوى الاحتلال القديم و الحديث.
التخصصات الرئيسية
الموضوعات
عدد الصفحات
389
قائمة المحتويات
فهرس المحتويات / الموضوعات.
الملخص / المستخلص.
المقدمة.
التمهيد.
الفصل الثاني : مفهوم الصراع الثقافي في شاد.
الفصل الثالث : أسباب الصراع الثقافي و أهدافه و وسائله.
الفصل الرابع : السياسة الاستعمارية و الصراع الثقافي في شاد.
الفصل الخامس : آثار الصراع الثقافي في شاد.
الخاتمة.
قائمة المراجع.
نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)
أحمد الزايم بركة الله. (2004). الصراع الثقافي و آثاره في شاد. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-351762
نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)
أحمد الزايم بركة الله. الصراع الثقافي و آثاره في شاد. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية. (2004).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-351762
نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)
أحمد الزايم بركة الله. (2004). الصراع الثقافي و آثاره في شاد. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-351762
لغة النص
العربية
نوع البيانات
رسائل جامعية
رقم السجل
BIM-351762
قاعدة معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي "ارسيف Arcif"
أضخم قاعدة بيانات عربية للاستشهادات المرجعية للمجلات العلمية المحكمة الصادرة في العالم العربي
![](/images/ebook-kashef.png)
تقوم هذه الخدمة بالتحقق من التشابه أو الانتحال في الأبحاث والمقالات العلمية والأطروحات الجامعية والكتب والأبحاث باللغة العربية، وتحديد درجة التشابه أو أصالة الأعمال البحثية وحماية ملكيتها الفكرية. تعرف اكثر
![](/images/kashef-image.png)