الاستدلال بالعلوم التجريبية على قضايا الاعتقاد : دراسة منهجية تحليلية

مقدم أطروحة جامعية

الغميري، عبد الرحمن يحيى صالح

مشرف أطروحة جامعية

شوقي بشير عبد المجيد

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

معهد بحوث و دراسات العالم الإسلامي

القسم الأكاديمي

قسم الدراسات النظرية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

دكتوراه

الملخص العربي

الحمد لله رب العالمين، خالق الأكوان و مدبر أمر كل مخلوق و مالك الدنيا و الآخرة، أنزل الآيات البينات لكل نبي و رسول لبيان الحق و إظهاره، و إبطال الباطل و دحضه، القائل في خاتم كتبه السماوية : ﴿سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهي﴾.

و الصلاة و السلام على محمد رسول الله، خاتم الأنبياء والمرسلين، ختم الله به الأنبياء، والمرسلين، وكمل به دين الإسلام، وجمع في دينه الإيمان بجمع الأنبياء والمرسلين، القائل صلى الله عليه و سلم : (ما من الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إلا أُعْطِيَ ما مِثْلهُ آمَنَ عليه الْبَشَرُ وَ إِنَّمَا كان الذي أوتيته وَحْيًا أَوْحَاهُ الله إلي فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يوم الْقِيَامَةِ)( ).

و بعد : إن تقدم العلم التجريبي البشري أظهر من الحقائق الكونية، والتفاصيل في آفاق الكون ومكونات الأنفس الكثير.

وعند مقارنتها بما في الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل وجد بسبب تحريفها مصادمتها لكثير من تلك الحقائق الكونية المكتشفة. و على العكس من الكتب السابقة كانت نتيجة دراسة القرآن الكريم مع حقائق الكون المكتشفة من العلم التجريبي البشري، و ما ذكره القرآن الكريم، و أشار إليه فأنه لم يجد الباحثون أي تعارض أو تصادم، بل وجدوا نصوص القرآن تسبق العلم التجريبي في ذكر تلك الحقائق العلمية الكونية. فنهض كثير من علماء الإسلام ليستفيدوا من هذه المعجزة، العلمية في الاستدلال على الإيمان و مسائله الاعتقادية. أمام هذا الموقف لكثير من علماء الإسلام وقف بعض علماء آخرين يمنعون ربط القرآن و السنة بالعلم التجريبي البشري بحقائقه و نظرياته و فرضياته، بسبب أنه علم بشرى متغير و متدرج فلا يصح ربط العلم اليقيني النهائي الموجود في نصوص الوحي بالنتائج العلمية البشرية المتغيرة. و بسبب وجود الفريقين و الرأيين السابقين من الاستدلال بالعلم التجريبي على الإيمان و الاعتقاد، و المنع له، كان هذا البحث العلمي الموسوم بـ (الاستدلال بالعلوم التجريبية على قضايا الاعتقاد). و المحتوى على بيان معاني مفردات العنوان، معناه الإجمالي إقامة البراهين و إيرادها على الإيمان و مسائله من حقائق العلوم الكونية المذكورة في الوحي و المكتشفة بالطرق و الاختبارات العلمية، فتقام بها الحجة على الكافر، و للمسلم تقوية للتصديق، و الثبات، و الجزم في النفس غير قابل للشك، أو النقض. و توطئه في طرق الاستدلال في القديم و الحديث خلاصتها في : -طرق استدلال تراثية قديمة، كانت في العصور الماضية، و وجد لها أتباع في الحاضر، تتمثل في طريق الاستدلال النقلي (السلفي)، و العقلي (معتزلي و أشعري).

-و طرق استدلال حديثة عصرية تتمثل في : *المنهج العلمي التجريبي الذي يأخذ نتائج العلم التجريبي و حقائقه في الاستدلال على الاعتقاد و قضاياه، بطريقة القرآن و السنة في النقاش و الاستدلال. *و العلمي التجريبي العقلي الذي يسير على الطريقة الكلامية المنطقية في الاستدلال و التدليل، و لكن بمعلومات العلم التجريبي.

*و المنهج التكاملي الذي يعتبر المنهج العلمي التجريبي جزء منه.

و احتوى البحث كذلك على بيان نشأة الاستدلال بالعلوم التجريبية على الاعتقاد و أسبابها و روادها و كيفيتها.

و بين البحث أيضا و سرد أدلة علماء المسلمين من المجيزين و المانعين، من نصوص القرآن الكريم، و السنة النبوية، و من أدلة القواعد و الأصول و الاعتقاد و علوم القرآن ثم من الأقوال للسلف و الخلف، ثم المناقشة لما يرى الباحث أنه يحتاج إلى النقاش، ثم قام الباحث بالترجيح التالي : أولا : أن الاستدلال بالعلوم التجريبية مسألة اجتهادية. ثانيا : ضعف استدلال و استشهاد المانعين. ثالثا : قوة حجية و رجاحة استدلال المجيزين. رابعا : قبول الاستدلال بالعلوم التجريبية بضوابط و أصول تتوفر في البحث، و الباحث في الاستدلال بالعلوم التجريبية على قضايا الاعتقاد، و قد ذكرت في طيات البحث.

ثم تم ذكر نماذج لأخطاء في الاستدلال بالعلوم التجريبية على الاعتقاد بسبب ضعف التمسك بالضوابط في الدراسة و الدارسين. و كذلك ذكر في البحث أنواع و نماذج تم فيها التمسك بالضوابط لتكون نموذجا علميا لمن يريد أن يستدل بهذه الطريقة الاستدلالية على الاعتقاد سواء بالإعجاز العلمي أو التفسير العلمي. ثم ختم البحث بفصل فيه بعض ثمار هذه الطريقة الاستدلالية على الإيمان و أركانه. و خلاصة القول : إن الواقع يشهد أن الإلحاد إلى اضمحلال و زوال، و أن الإيمان و التوحيد إلى توسع و انتشار.

-و إن التقدم في العلوم التجريبية في شتى مجالات الحياة يثبت الإيمان، و يدعمه و يقويه، بما يكشفه من عظيم الحكمة و الصنع و التدبير و التقدير لله، و بما يؤكده من السبق الوحي لكل العلوم البشرية الحديثة.

-و إن رواد العلوم المعاصرين يقرون أنه كلما ازداد علمهم، و اتسعت آفاقه ازداد إيمانهم بالله، و قوي يقينهم به. ـ و أن الإسلام خاتم الأديان السماوية و أن معجزته باقية إلى قيام الساعة، و أنه يصلح ليكون منهج حياة لكل العصور، سواء في اعتقاداته أو أدلته أو طرقه الاستدلالية أو شريعته. و الحمد لله رب العالمين.

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

• الإسلام
• العلوم

عدد الصفحات

529

قائمة المحتويات

• APA
• MLA
• AMA

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-354933