المجتمع المدني الفلسطيني و دوره في الصراع مع الاحتلال

مقدم أطروحة جامعية

الحرباوي، نزار نبيل أبو منشار

مشرف أطروحة جامعية

الساعوري، حسن علي

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية الاقتصاد و العلوم السياسية

القسم الأكاديمي

قسم العلوم السياسية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

دكتوراه

الملخص العربي

خلص الباحث بعد استكماله لهذه الدراسة العلمية عن واقع المجتمع المدني الفلسطيني عموما، و دور المؤسسات الأهلية الإسلامية فيه على مستوى الصراع مع المحتل بالأساسيات الموضحة بصورتها الآتية : 1.

على الصعيد السياسي العالمي : تمثل فلسطين في الاستراتيجية السياسية العالمية التي تديرها قوى الطغيان و الاستعمار العالمي، الصهيونية و الصليبية و الاستثمارية، بؤرة حساسة لما تتمتع به من مكانة تاريخية و سياسية و جغرافية، و لما أريد لها من دور هام في ظل الاحتلال الصهيوني لها ؛ كعائق معنوي و مادي في وجه أي مشروع للوحدة العربية و الإسلامية، والذي لا بد له من أن يمر بفلسطين.

و فلسطين بذلك جزء مهم في معادلة الصراع، و منطقة استراتيجية من حيث التأثير الواقعي و المستقبلي، ليس على مستوى الشعب الفلسطيني فحسب، و إنما على الواقع و الخريطة السياسية الموجودة في الشرق الأوسط، و ما تلقيه من ظلال على العالم بأسره.

2.

على صعيد الواقع السياسي الفلسطيني : مر المجتمع الفلسطيني بتغييرات سياسية متعاقبة خلال القرن العشرين، و كان لهذه الأحداث السياسية أثرها في نشوء الوعي الفلسطيني بقضيته و حقوقه المشروعة، و كان حصاد السياسات الغربية و الاستعمارية أن وصل في نهاية القرن العشرين إلى إيجاد جسم تمثيلي فلسطيني يعرف بالسلطة الفلسطينية منزوعة السيادة، لأغراض متعددة : أهمها تقزيم القضية الفلسطينية، لتكون في ثلة من الشخصيات المحسوبة على الغرب و المشروع الاستعماري.

في السياق ذاته، كان الحراك السياسي على مستوى التنظيمات الفلسطينية و التيارات الفكرية على أشده، حيث أفرز النمو السريع في الصحوة الإسلامية إلى تغيير موازين القوى في الساحة الفلسطينية لصالح حركة حماس، الأمر الذي أوجد معطيات جديدة في الواقع السياسي الفلسطيني، و كان له ظلال على الواقع السياسي العربي و العام.

و قد اكتسبت التيارات السياسية الفلسطينية نوعا من الخبرة و الفهم لسياسات العدوان متعدد الأسماء، و كان أداؤها السياسي في السنوات العشرة الماضية يختلف بصورة جوهرية عن العطاء النظري الذي تميزت به على مدار السنوات التي سبقت ذلك، من حيث حجم العمل، و نوعيته، و ثقله على الساحة السياسية.

3.

واقع المنظمات الأهلية في فلسطين : بدأ الوعي الجماهيري الفلسطيني يبرز على الساحة الفلسطينية مؤشرات النضوج المعرفي المتمثلة بالمجتمع المدني صاحب التوجه الفاعل، من خلال ما أفرزته حركات التحرر و الانتفاضات المتعاقبة من متطلبات ضرورية للتعايش داخل المجتمع الفلسطيني ضمن منظومة تحقيق الصمود الفعلي، و التأهيل المعرفي و الخبراتي للشعب الفلسطيني على اختلاف شرائحه.

و مع أن العمل المجتمعي من خلال منظمات المجتمع المدني لم يبلور لغاية الآن صورته و وجهته العامة، و اتسم بالطابع الفردي و الارتجالي في كثير من صوره، إلا أن مستويات الأداء الإيجابي من المجتمع المدني الفلسطيني آخذة بالنمو التراكمي، و تتوسع أفقيا و عموديا لتتناسب مع متطلبات الظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية.

و الملاحظ أن الواقع الأهلي والمؤسساتي و النقابي الفلسطيني يتجه نحو ترسيم سياساته الخاصة به في وقت قريب، و هناك بارقات أمل تدل على ارتفاع الوعي الجماهيري و النخبوي على مستوى الفرد و المؤسسة و المجتمع، بضرورة تحقيق الإنجازات المرحلية و الاستراتيجية التي تتفق مع المشروع الفلسطيني في مواجهة مشروعات العدو، و من يقف خلفه من دول الاستكبار العالمي.

كما بدت المسميات الناضجة للمنظمات الأهلية، و تشكيلات المجتمع المدني المختلفة تشق حياتها بين النخب المثقفة والشرائح المختلفة، الأمر الذي يبشر بمستقبل مرموق للعمل المؤسساتي الفلسطيني.

آفاق العمل المدني الفلسطيني : للواقع الفلسطيني سمات فارقة، تجعل منه واقعا يعيش في متغيرات سياسية و اجتماعية متقلبة، و نتيجة السياسيات المختلفة، والتناقضات الموجودة على صعيد السياسة و العمل الحزبي، فإن المجتمع المدني الفلسطيني يشهد تراجعا ملحوظا في الأداء، في فترة ركود مؤقتة، لكنه سرعان ما سيتعافى ليلحق الركب بقوة و اقتدار.

إن وجود النخب المثقفة في الشارع الفلسطيني يجعل من المقومات الأساسية للعمل النقابي و المؤسساتي أمرا ميسورا متاحا، ووفر الأرضية للبدء بمشروعات أهلية تؤسس لتحركات اجتماعية ذات مصداقية على الأرض الفلسطينية، تثبت نفسها بالقول و الفعل، و النظرية و الممارسة على حد سواء.

و هناك نظرة تفاؤل تجاه المستقبل يمكن التنبؤ بها مع قصر عمر التجربة المدنية الفلسطينية، و ما استطاعت أن تحققه في خلال سنوات قصيرة، الأمر الذي يدل على قدره مستقبلية لمداواة أوجه الخلل، و السير في خطى واثقة نحو مستقبل يسوده العمل المنهجي الإداري السليم، و يحتل فيه المجتمع المدني على اختلاف تشكيلاته مكانة مؤثرة، و ذات ثقل على المستويين السياسي و الاجتماعي.

4.

دور المؤسسات الإسلامية الفلسطينية في الصراع مع الاحتلال : لكون المجتمع المدني بمؤسساته و نقاباته و هيئاته التمثيلية جزءا من العناصر الأساسية التي يتكون منها المجتمع الفلسطيني، فإن المؤسسات الفلسطينية عموما قد لعبت دورا مباشرا في تعزيز صمود المجتمع، و التكفل بمتطلبات المراحل السياسية التي عاشها الشعب منذ النكبة عام 48 م ، مرورا بنكسة عام 76 م، وصولا إلى التقلبات السياسية و التكوينية في المجتمع الفلسطيني في فترة أوسلو و ما تلاها.

كان النمو الحاصل في بناء و أداء المؤسسات الأهلية الإسلامية واضحا و بارزا، و كانت له مدلولاته على الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الفلسطينية، حيث ساهمت هذه المؤسسات بدور كبير في الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني في وجه سياسات التهويد و التغريب و الاستشراق، و كان لها دورها البارز و الحيوي في تقديم الخدمات المختلفة للشعب الفلسطيني، على المستويات المتعددة.

و برغم استهداف العدو لهذه المؤسسات، و ما تبع ذلك من تضييق و حصار من السلطة الفلسطينية عليها، إلا أنها استطاعت أن تكون رقما صعبا في معادلة الصراع، لما لها من أثر في تكوين العقل الفلسطيني، و تشكيل الوعي الشعبي، و السياسة الجمعية و الجماعية، و توفير مقومات الصمود و التحدي للشعب الفلسطيني ؛ في ظل أقسى الظروف و أعتاها.

التخصصات الرئيسية

العلوم السياسية

الموضوعات

• النزاع العربي الإسرائيلي
• المجتمع المدني
• فلسطين

عدد الصفحات

612

قائمة المحتويات

• APA
• MLA
• AMA

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-355037