المؤسسة العسكرية في العراق (1921-1941)‎ : دراسة تاريخية

الملخص AR

مثلت المؤسسة العسكرية في العراق حقيقة الدور الفعال الذي أدته، سواء في تكوين الدولة العراقية أم في الحياة السياسية و الاجتماعية، إذ مثلت إحدى أهم الركائز التي استندت عليها الدولة العراقية و النخبة السياسية في ديمومتها و بقائها.

هذا الدور الفعال للجيش جعل منه مركزا حيويا و حساسا في جهاز الدولة الرسمي و بالتحديد بعد أن نال العراق استقلاله عام 1932 مما شكل منطلقا حيويا للنخب العسكرية العراقية لتؤكد مكانتها على الساحة.

تكونت هذه النخبة المذكورة بالأساس من ضباط المؤسسة العسكرية التركية و على وجه الخصوص من الضباط الشريفيين الذين قادوا مسيرة الحكم طيلة العهد الملكي و بعد أن توسعت المؤسسة العسكرية و الأمنية أواسط الثلاثينات بدأت تتدخل بقوة بالحدث السياسي عبر الانقلابات أو من خلال العمليات العسكرية التي كثرت في السنوات 1936-1941 م إذ أصبحت تمارس السياسة بصورة مباشرة حينا أو غير مباشرة في حين آخر، و بدأت الحزبية تنمو في رحم هذه المؤسسة بصورة غير علنية في البدء إلى الحد الذي دفعها إلى الاصطدام بالسلطة و بريطانيا و الذي كان من نتائجه احتلال العراق مرة ثانية للمدة (1941-1947) و الذي ساهم بدوره في تقهقر المؤسسة العسكرية و انعدام الثقة بالعائلة المالكة بعد القضاء على قادة الحركة و تسريح أعداد كبيرة من الجيش.