تقويم تشخيصي لإتقان تعلم المحتوى المعرفي لمادة الجبر في منهج الرياضيات لدى طلبة الصف الثالث المتوسط في العراق

الملخص AR

على الرغم من التحديث و التطوير الذي طرأ على مناهج الرياضيات و أساليب تدريسها، إلا أن طرائق التدريس و أساليب التقويم التي يتبعها المدرسون في القطر ما زالت تقليدية تعتمد منحنى التوزيع الطبيعي و مبدأ الفروق الفردية بين الطلبة فضلا عن اعتماد اختبارات تقليدية تعتمد النظام المعياري المرجع لتقويم تحصيل الطلبة و الذي يتركز فيه الاهتمام على مقارنة أداء الطالب بأداء أقرانه، و قد اتضح محدودية هذا النوع من التقويم في تشخيص اكتساب الطلبة للمحتوى الدراسي كونه يركز على ما يحققونه في ضوء معيار أقرانهم و ليس معيار التمكن المطلوب تحقيقه، و إهماله تشخيص و علاج جوانب القوة و الضعف في تعلم ذلك المحتوى، و لغرض معالة الضعف و القصور في هذا النظام فقد اقترح مدخل القياس محكي المرجع الذي يركز على تشخيص و قياس ما يحققه الطلبة من معارف و مهارات في ضوء محك للأداء متفق عليه مسبقا.

على الرغم من محاولة الكثير من المختصين تصميم و بناء اختبارات محكية المرجع في مختلف المواد و منها الرياضيات لغرض الارتقاء بعملية التعلم و التعليم، و تشخيص الطلبة إلى متقنين و غير متقنين و من ثم معالجة نقاط الضعف لدى غير المتقنين منهم، إلا أن الباحث لاحظ قلة هذه الاختبارات في مجال تدريس الرياضيات في القطر لذلك جاءت هذه الدراسة التي ترمي إلى "تشخيص و تقويم مدى إتقان تعلم طلبة الصف الثالث المتوسط لمحتوى مادة الجبر من منهج الرياضيات".

و تحقيقا لهذا الهدف حددت المادة العلمية بالفصل الثالث من الكتاب المقرر (الحدوديات و التحليل)، و اشتقت الأهداف السلوكية و التي بلغ عددها (75) هدفا تغطي مجال السلوك المراد قياسه، و صيغت فقرات اختبارية من نوع الاختيار من متعدد بلغ عددها (75) فقرة اختبارية، و أعدت تعليمات الإجابة و الإجابات النموذجية للفقرات، و أعطى درجة (صفر) للإجابة الخاطئة و درجة (1) للإجابة الصحيحة، و بذلك أصبحت الدرجة الكلية على الاختبار (75) درجة، و تم التأكد من الصدق الظاهري و صدق المحتوى و الصدق العملي للاختبار، فضلا عن حساب ثباته الذي بلغ (0.87)، و جرى تطبيق الاختبار على (30) مدرسة اختيرت عشوائيا من بين مدارس مدينة بغداد البالغ عددها (384) مدرسة بواقع (15) مدرسة للإناث و (15) مدرسة للذكور، أي أن عينة البحث من الطلبة بلغت (1180) طالبا و طالبة منهم (630) طالبا و (550) طالبة، و بعد أن تم تطبيق الاختبار التشخيصي الذي أعده الباحث على عينة البحث من الطلبة و استخدام التحليلات الإحصائية المناسبة مثل الاختبار التائي لعينتين مستقلتين و لعينة واحدة و النسب المئوية و الانحرافات المعيارية كانت النتائج على النحو الآتي : 1.

لم يكن المستوى العام لإتقان تعلم محتوى مادة (الحدوديات و التحليل) بالمستوى المطلوب، كون الطلبة لم يصلوا إلى مستوى الإتقان المحدد و هو (80 %) من الدرجة الكلية على الاختبار.

2.

كانت درجة إتقان الطالبات لتعلم محتوى المادة الدراسية أعلى من درجة إتقان الطلاب لذلك المحتوى.

3.

كان الأداء الحقيقي للطلبة في تعلم المفاهيم الرياضية ضعيفا، إذ لم يتمكوا من وصول درجة القطع المحددة لتعلم هذه المفاهيم.

4.

تفوق الطالبات على الطلاب في مستوى إتقان تعلم المفاهيم الرياضية المتضمنة في المادة باستثناء مفهومين كانت نتائجهما متقاربة.

5.

تراوحت نسبة الطالبات الضعاف ما بين (11 %-23 %)، في حين تراوحت نسبة الطلاب الضعاف ما بين (12 %-24 %).

وعليه يوصي الباحث اعتماد استراتيجية إتقان التعلم في تدريس الرياضيات التي أثبتت فاعليتها في التدريس و استخدام أساليب حديثة في التقويم تركز على اختبارات تشخيصية و بنائية (تكوينية) و تجميعية نهائية فضلا عن التركيز على تعلم المفاهيم و المبادئ و المهارات الأساسية في الرياضيات كونها تمثل اللبنة الأساسية في البناء الهرمي لتعلم الرياضيات.