أساليب المعاني في تفسير أبي السعود : دراسة بلاغية تحليلية

مقدم أطروحة جامعية

باشا، نور الدين محمد

مشرف أطروحة جامعية

الأمين، محمد الحسن علي

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية اللغة العربية

القسم الأكاديمي

قسم الدراسات الأدبية و النقدية

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

دكتوراه

تاريخ الدرجة العلمية

2012

الملخص العربي

كان مدار هذا البحث في فلك الدراسات البيانية و النقدية في القرآن الكريم، التي ينشد الباحثون فيها نصب الحجة و البرهان بالتحليل و البيان، على الإعجاز البلاغي للقرآن العظيم، الذي أقعد الإنس و الجن عن أن يأتوا بسورة من مثله، مجتمعين و متفرقين.

فكان اصطفاء تفسير أبي السعود، محمد بن مصطفي العمادي الحنفي : (898-982 ه/ 1493-1574 م)، أحد المقامات العلمية الرفيعة في زمانه، و من أظهر المفسّرين في القرن العاشر الهجري الذين وجهوا عنايتهم نحو الدراسات البلاغية في علم التفسير عنايةً فائقة، و جاء البحث بعنوان : "أساليب علم المعاني في تفسير أبي السعود : دراسة تحليلية بلاغية".

ولد أبو السعود ونشأ و عاش في بيئة أعجمية الدم و اللسان، و كثيرا ما وجهت أصابع الاتهام ضد البيئات الإسلامية غير العربية بالتسبب في انحراف اللسان وفساد الذوق اللغوي و الأدبي، كما أنه ظهر للناس في عصر هو من أشد العصور الإسلامية والعربية جمودا و تخلفا في العلوم العقلية، و مع ذلك : • سطع نجم أبي السعود عالما ذائع الصيت، تقيا ورعا فيما ولي من أمر الناس، و مؤلفا واسع الاطلاع، يقتدى بالسابقين الأولين و يقتبس من نورهم، بقدر ما اجتهد و جدد لمصلحة اللاحقين و المتأخرين.

• ظهر أبو السعود كنزا زاخرا بالعلم و المعرفة، ما بين علوم اللغة و فنون الأدب و ما بين علوم الشريعة و التفسير و أحكام القضاء و الإفتاء، و دواوين الحكم و الإدارة، متقنا للغات الحية في عصره، فقد كان عالما بالعربية و التركية و الفارسية، قارئا و متحدثا و كاتبا بها جميعا، رغم ظروف البيئة الأعجمية التركية، و العصر المتصف بالتخلف و الجمود.

• تجلى أبو السّعود عالما موضوعيا ممسكا بخيوط كلامه فلا يستطرد بعيدا، ولا يمزج علم التفسير بما ليس منه، ويعرض المسائل بأسلوب رصين بارع، و بلغة سلسلة فخمة، تكاد تشكّل لوحةً أدبيةً بديعة، يفرشها الرجل بألوانٍ زاهية وخيوط من أساليب السّهل الممتنع.

• وجد الباحث الشيخ أبا السعود إزاء النظم القرآني المجيد معجبا مبهورا ، متفكرا في ألفاظه و جمله، متدبرا في آياته و سوره، متأملا في حسنها و جمالها، و في دقة اختيارها و استقرارها في مواقعها، و في قوة دلالتها على المعاني، القريبة منها و البعيدة مما لا طاقة لأحد به، يفسر و يحلل، يوضح و يعلل، فجاء كتابه هذا كنزا زاخرا بالتطبيقات البلاغية المتقدمة، يمكن معها القول إنها الأوسع و الأشمل حتى حدود عصره، و هو تفوق علمي يسجل له بكل فخار، و يدون له على خارطة الدراسات البيانية حول القرآن الكريم.

• و مثل ذلك يقال، في كثرة العناوين البلاغية و المسائل المتنوعة التي أثارها، سواء تعلق الأمر باستخدام الأدوات و بيان الفروق الدقيقة الكامنة فيها، أو توظيف أحرف الكلمة و الألفاظ و التراكيب و أنواع الجملة، للوفاء بالمعنى بكل دقة و وفاء، كما اتضح في الفصل الثاني من هذا البحث.

• استخدم أبو السعود–رحمه الله-مصطلح "التهويل و التفخيم" لمعنيين متقابلين في مقامين متباينين، و هما : معنى الشر و مقام العذاب، و معنى الخير و مقام الثواب، إذا ما أريد تعظيم أمرهما، تكرر ذلك كثيرا في بعض معاني الاستفهام، و في تنكير الاسم، و ربما كان الأولى التفريق بين ما هو تهويل و تفظيع للمعنى، و بين ما هو تفخيم وتعظيم له، ليدل الأول على الشر و المحنة و سوء العقاب، و الثاني على الخير و المنحة و حسن الثواب.

• و فيما يتعلق بالتقديم و التأخير، اكتفي الشيخ أبو السعود-إلا فيما ندر-بالكشف عن دلالته على معنى القصر و الحصر في مواقع غير قليلة، و بالقول بحكمة الاهتمام بالمقدم و التشويق بالمؤخر في مواطن كثيرة، و أن النفس دائما تهتم بالمقدم و تتشوق إلى المؤخر، و هو سر الأسرار عنده في التقديم و التأخير، خاصة في متعلقات الفعل، و هي نكتة رأي الإمام عبد القاهر الجرجانى، أنها لا تكفي غليلا و لا تشفي مريضا، حتى يتبين من أين كانت تلك العناية ؟، و بم كان أهم ؟، و قد بذل الباحث جهدا-مبلغ علمه-في كشف وجه العناية و سبيل الاهتمام.

• اعتنى أبو السعود ببيان سر التقديم و التأخير بين كثير من المعاني المتعاطفة في السياق، مما رأي-من الناحية العقلية المجردة-أنه يصح أن يتقدّم المتأخر أو يتأخر المتقدم، مثل : تقديم ذكر الإثم على المنفعة، و تقديم ذكر المفسد على المصلح، و تقديم ذكر السنة على النوم، و تقديم ذكر الليل على النهار، و السر على الجهر، و تقديم ذكر الأموال على الأولاد ...

الخ، و كشف فيها عن معان بديعة و أسرار بالغة الدقة، عظيمة المتعة و المنفعة، و قد كان ذلك في الفصل الرابع من هذا البحث • يسجل للشيخ أبي السعود-رحمه الله تعالي-في هذا المقام، تنبيهه إلى أن السر البلاغي في باب التقديم و التأخير، قد يكون مرده تقديم المقدم، كما قد يكون السر كامنا في تأخير المؤخر، وفقا لزاوية النظر وجهة التأمل، مثال ذلك التأخير الذي تكون علته مراعاة توافق الفواصل و حسن تناغمها، فالسر كامن أساسا هنا في تأخير المؤخر كي يتوافق مع غيره في سياق الآيات و فواصلها.

• تفاوتت أساليب علم المعاني في حظوظها من عناية الشيخ أبي السعود و تحليلاته، ففي الوقت الذي بالغ في بيان مواقع الاستئناف البياني، و الجمل الخبرية الواقعة تعليلا لجمل إنشائية أو منفية في باب الفصل و الوصل، و في بيان وجه التراخي في العطف بثم، نجده يمر كريما على غيرهما من مواضع الفصل و الوصل، و كذا أحرف العطف الأخرى.

• يسمى أبو السعود كلمة "الاعتراض بالتذييل" على الجملة الواقعة إطنابا بالتذييل في نهاية الآيات القرآنية، و كلمة اعتراض ذاتها، لا تدل على وقوع الكلمة أو الجملة في نهاية القول، بل على وقوعها وسطا معترضة و فاصلة بين متلازمين، كالمبتدأ و الخبر و الصفة و الموصوف، و الصلة و الموصول.

• لقد تميز أبو السعود بالتطبيقات البلاغية الواسعة النطاق لأساليب علم المعاني، فهو عندما يتناول الآية يقوم بجهد استقصائي للأسرار و النكت البلاغية البارزة في النص في ألفاظه و جمله، مما أنتج لنا عن مسائل بيانية عديدة و متنوعة المصادر و العناوين، و كان من الكثرة و الغزارة و التنوع، على نحو يسمح أن يستقل كل باب من أبواب علم المعاني ببحث بلاغي رصين، يحصي و يستقصي فيه الباحث كافة جوانب الموضوع، مقارنا بين ما ذكر وما أشار إليه غيره في تلك المواقع، ليقف على حقيقة تفوق أبي السعود على الزمخشري و اليضاوي، في غزارة المادة و تنوعها و عمقها، كما أُشير إلى ذلك في الفصل الأخير من هذا البحث.

• لقد اتضح من خلال هذا البحث، أن شيخ الإسلام واحد من أتباع مدرسة الإمام عبد القاهر البلاغية، و إذا كان الزمخشري قد طار بالشهرة في اتباع نهج عبد القاهر، و فاز بلقب الأستاذية في حقل الدراسات البلاغية حول القرآن الكريم، فهو إنما حاز هما بفضل السبق و الأولية، فالفضل أبدا للسابق وإن أجاد اللاحق.

• و مما يدل على علو كعب أبي السعود في باب الدراسات البيانية حول القرآن العظيم، أن كتابه جمع فأوعى ما تفرّق في غيره، و أتى فيه من حر أفكاره و اجتهاداته ما لم يأت في سواه كما و كيفا حتى تخوم زمانه، و ظل من بعده عالة عليه، مثل الشوكانى في فتح القدير، و الألوسي في روح المعاني، و الطاهر بن عاشور في التحرير و التنوير، و غيرهم كثير.

و يمكن للباحث تقديم جملة من التوصيات للباحثين و المشتغلين بقضية لإعجاز البياني للقرآن العظيم، عسى أن تكون لهم نجوما هادية على طريق البحث و التحصيل، و هي : أولا : سعيا لإنجاز بحوث علمية دقيقة متخصصة في عهد التخصصات الدقيقة فما فوقها، يوصي باختيار عناوين فرعية لأساليب علم المعاني في تفسير أبي السعود، بالنظر إلى المادة العلمية الوفيرة في كل باب من أبواب علم المعاني، بما يسمح بالغوص في أعماقه و بالمقارنة الجادة بينه و بين غيره.

ثانيا : يوصى الباحث بتخصيص المعاني المبتكرة، و الأسرار البلاغية البديعة التي تعود إلى اجتهادات ذاتية من لدن شيخ الإسلام أبي السعود بدراسات مستقلة، تتجلي فيها مدي التميز و التفرد الذي يمتاز به، و تكشف درجة الاجتهاد و الاستقلالية التي أظهرها الشيخ في تناوله لمسائل علم المعاني و غيرها، و في التطبيقات البلاغية على النظم القرآني العظيم، بما يسمح له–عن جدارة-بتبوء المكانة المرموقة التي يستحقها، على خارطة الدراسات البيانية حول القرآن الكريم.

ثالثا: توفر هذه الدراسات التطبيقية معينا عذبا من الأمثلة و الشواهد البلاغية المشروحة، المقرونة بالتحليل و التعليل في أساليب المعاني، يمكن أن تكون منهلا للدرس البلاغي التعليمي، الذي لا يزال يعتمد على الشاهد اليتيم و المثال المفرد، الذي ينقله اللاحق عن السابق، مما لا يشفي غليل الدارسين المبتدئين، و لا يشفع لهم في القدرة على تطبيق القواعد على شواهد و أمثلة مشابهة، الأمر الذي يصعب من يسر علم البلاغة، و يجعل كثيرا من الدارسين ينفرون منه، من أجل هذا، أسمح لنفسي أن أوصى الدارسين و المدرسين بالرجوع إلى مثل هذه الدراسات البلاغية التطبيقية للتزود منها لتكثير الأمثلة و الشواهد المشروحة للمتعلمين و المبتدئين، تربية لذوقهم اللغوي و البلاغي، و ارتقاء بمستوى الفائدة و المتعة الأدبية لديهم.

رابعا: يوصي الباحث بعدم التسليم بالمقولة السيارة بأنّ اللسان العربي و الذوق الأدبي قد اعتراها الفساد والضعف في البيئات الإسلامية غير العربية، و أن تتم مراجعة هذه المقولة على ضوء جلة العلماء الأعلام و المجتهدين الأفذاذ في كافة فروع اللغة و الأدب، الذين ظهروا في تلك البيئات المتهمة، ليس فقط في عصور القوة و الازدهار، بل و حتى في عصور التخلف و الاندحار، و كان قليلا ما يقابلون بنظراء و أنداد لهم في البيئات العربية الخالصة على مدار الزمان، و في مختلف العلوم و المعارف الإسلامية و العربية، و لنا في شيخ الإسلام أبي السعود خير دليل علي ذلك.

التخصصات الرئيسية

اللغات والآداب المقارنة

الموضوعات

عدد الصفحات

513

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

تمهيد : أبو السعود حياته و آثاره.

الفصل الأول : أساليب المعاني و الإعجاز القرآني.

الفصل الثاني : قضايا الخبر في تفسير أبي السعود.

الفصل الثالث : الإنشاء و أساليبه في تفسير أبي السعود.

الفصل الرابع : التقديم و التأخير في تفسير أبي السعود.

الفصل الخامس : أساليب القصر في تفسير أبي السعود.

الفصل السادس : الفصل و الوصل في تفسير أبي السعود.

الفصل السابع : الإيجاز و الإطناب في تفسير أبي السعود.

الفصل الثامن : أبو السعود بين التأثر و الاتباع و بين الأصالة و التجديد.

الخاتمة، توصيات البحث.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

باشا، نور الدين محمد. (2012). أساليب المعاني في تفسير أبي السعود : دراسة بلاغية تحليلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-359112

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

باشا، نور الدين محمد. أساليب المعاني في تفسير أبي السعود : دراسة بلاغية تحليلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية. (2012).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-359112

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

باشا، نور الدين محمد. (2012). أساليب المعاني في تفسير أبي السعود : دراسة بلاغية تحليلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-359112

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-359112