بنية فضاءات القصور في حكايات ألف ليلة و ليلة وتشكيلها الزخرفي و الجمالي

الملخص AR

يشكل الفضاء المكاني أهمية كبيرة في بناء حكايات ألف ليلة و ليلة، و هو يسهم في بناء هذه الحكايات و الوحدات السردية التي تشكلها، و هو يسهم في تشعب الحكايات و نموها، و بالتالي في تعدد أوجه السرد و طرائقه الفنية، و هو على علاقة وطيدة بقاطنيه، فمن خلال تشكيله الجمالي و الزخرفي ، و بنية مكوناته من فرش و أثاث و مزهريات و أدوات تزينية.

يمكننا أن نفهم بنية قاطنيه، و حياتهم، و طرائق تفكيرهم، و علاقاتهم مع الآخر.

و يعد القصر من أهم فضاءات ألف ليلة و ليلة المكانية، و قد احتفى به الرواة احتفاء خاصا، إذ وصفوه بتشكيلاته الهندسية و المعمارية من جهة، و من جهة أخرى ركزوا على ما يدور داخل جدرانه، على المستوى السياسي و الاجتماعي و الجمالي، و لذا فهو معلم حضاري من معالم ألف ليلة و ليلة، لأنه يمثل مركزا أساسيا في المدينة العربية الإسلامية، و غير الإسلامية، كونه يضم شرائح عديدة من فئات المجتمع.

تبدأ برأس السلطة السياسية : الخليفة أو الملك أو السلطان، مرورا بالأمراء و الوزراء إلى الإماء و الجواري، ثم طبقة التجار الأثرياء، ثم العبيد و الخدم.

والعيش في هذا القصر مقصور على أفراد الطبقة العليا من المجتمع، و لذا فإن رواة الليالي يستحضرونه في جميع الحكايات التي تحتفي بطبقات السلطة و التجار، و تسرد لمظاهر حياتها، و طرائق عيشها.

و يأتي بحثي هذا ليدرس بينة القصور في حكايات ألف ليلة و ليلة، و تشكيلاتها، و دورها في بناء الحكايات، و وحداتها السردية.