اختبار السرد بحثا عن المعرفة في (نساء على أجنحة الحلم)‎ لفاطمة المرنيسي

الملخص AR

يعتمد هذا البحث الاشتغال غلى نص عالم الاجتماع و الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي (نساء على أجنحة الحلم) محاولا توصيف عملية استثمارها، و اختيارها السرد، و توظيفه من أجل البحث عن المعرفة التي تحدد مقولات المرأة و تحركاتها ضمن نطاق اجتماعي يتصف بالانغلاق و عزل المرأة و منعها من ممارسة حضورها على كل المستويات ؛ و قد كشف البحث عن محاورة المرنيسي في تغيير انتماء العناصر الفنية للنص السردي و جعلها عناصر معرفية و هي (الشخصية) و (الفضاء) فلم يعاين البحث عنصر الشخصية من حيث سطحيتها أو مركزيتها كما هو معتاد في الدراسات الفنية و البنيوية للنصوص السردية بل معاينتها من حيث التوظيف المعرفي و قدرتها على التغييب من واقع المرأة ، فهناك شخصيات مستسلمة و خاضعة للسلطة الذكورية مثل (لللامهاني و لللاراضية) و أخرى ثائرة على هذه السلطة مثل (الأم و عمتها حبيبة)، كما اقترحت المرنيسي بعض الشخصيات لترافقها عملية سرد المعرفة.

أما الفضاء فقد اعتمدت في الزمان تقنية الاسترجاع التي أعطت لهذا العمل سيرورة الانتظام عبر (زمن الخطاب) ذلك الزمن الذي سار على وفق (نسق التتابع) لأن المرنيسي كانت تعمل ضمن (القصد المعرفي) باختبار السرد الذي يبحث عن الكشف و التمييز في المجتمع العربي التقليدي و المتمرد / الثائر، و ذلك بالعودة إلى مدينتها فاس التي تحتضن (الحريم) الذي لا تتنفس نساءه سوى عنوان (التلقي و الاستجابة) لسلطة الذكورة.

أما المكان فلم يعاينه البحث من خلال الثنائيات المعهودة (أليف / معادي) أو (مغلق / مفتوح) بل اعتمد الأمكنة و ارتباطها بواقع المرأة الاجتماعي، فهناك أمكنة مغلقة من حيث عدم قدرة المرأة على تحقيق ذاتها من خلالها مثل (حريم فاس) و أخرى مفتوحة مثل (حريم الضيعة) فهي أمكنة تمنح التصورات و الرؤى.